يحمل أخيه الى
اسحاق بن ابراهيم المصعبي ببغداد وأمره أن يفعل به ما فعل بأخيه بابك ، وصلب في
الجانب الشرقي بين الجسرين .
وكان المعتصم
بالله يجزى الافشين في أثناء حربه مع بابك ، سوى الارزاق والانزال والمعاون ، في
كل يوم يركب فيه عشرة آلاف درهم ، وفي كل يوم لا يركب فيه خمسة آلاف درهم . كما كان كثير الاهتمام بسير الحرب دائم الاتصال بقيادتها.
ولشدة اهتمامه باخباره ولفساد الطريق بالثلج وغيره رتب بريدا خاصا ليوافيه
بالاخبار يوميا. فجعل من سامرا الى حلوان خيلا مضمرة ، على رأس كل فرسخ فرسا معه
مجر مرتب ، فكان يركض بالخبر ركضا حتى يؤديه الى الذي يليه يدا بيد. وكذلك رتب
الخيول بعد حلوان الى اذربيجان ، فكانت يركض بها يوما أو يومين ثم تبدل. كما اقام
دبادبة على رؤوس الجبال بالليل والنهار فيشعروا اذا وصلهم الخبر ، ليتهيأ الذي
يليهم ، وبذا كان البريد يصل من عسكر الافشين الى سامرا في أربعة أيام أو أقل .
لقد ارتفعت منزلة
الافشين بعد انتصاره على بابك وقضائه على حركته التي شغلت الدولة قرابة اثنتين
وعشرين سنة. فتوجه المعتصم بالله وألبسه وشاحين بالجوهر ، ووصله بعشرين ألف ألف
درهم ، منها عشرة آلاف ألف درهم صلة ، وعشرة آلاف ألف درهم بضرقها في عسكره ، وعقد
له على السند . وفي ذلك يقول اسحاق بن خلف الشاعر في قصيدته التي مدح بها
المعتصم بالله ، وأشاد بالافشين :
__________________