بالمساعدة وانفاذ الجيوش اليهما (١). فقصدا ما يجاورهما من البلاد فاستوليا عليها. واعانهما والي ابن طولون في دمشق فاعلن عصيانه على خمارويه ، مما سهل لهما الاستيلاء على حلب وحمص وانطاكية. فبلغ الخبر خمارويه فسير جيشا الى بلاد الشام فدخل دمشق ثم سار لمقابلة جيش ابن كنداج وابن ابي الساج في شيزر. فطاوله اسحاق حتى وصله المدد من العراق بقيادة ابي العباس أحمد بن الموفق ، فاشتبك الطرفان وتغلب الجيش العراقي ، وجلا جيش ابن طولون عن دمشق الى الرملة.
ان هزيمة جيش خمارويه اضطرته على ان يخرج بنفسه على رأس جيش كبير. فالتقى بجيش أبي العباس عند الماء الذي عليه الطواحين قرب الرملة ، فدارت معركة عرفت بمعركة الطواحين ، هزم بها خمارويه وعاد هاربا الى الفسطاط. الا ان قسما من جيشه بقيادة سعد الأيسر ثبت في القتال واستطاع ان يهزم أبا العباس ويطارده حتى استرجع دمشق منه. ويظهر ان سعدا لما رأى خمارويه يهرب من ميدان المعركة استخف به فعصى بدمشق ، مما اضطر خمارويه على العودة ثانية اليها فدخلها وقبض على سعد وقتله (٢).
ويقول ابن الاثير ان خمارويه عامل اسرى جيش ابي العباس معاملة لم يسبقه الى مثلها أحد من القواد قبله. فقال لاصحابه ان هؤلاء أضيافكم فأكرموهم ، وقال للاسرى من اختار المقام عندي فله الاكرام والمواساة ومن اراد الرجوع جهزناه وسيرناه ، فمنهم من أقام ومنهم من سار مكرما (٣).
__________________
(٩٤) الكامل ٧ / ٤١٠.
(٩٥) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ، والطبري ١٠ / ٨ ويسميه سعد الاعسر ، والكامل ٧ / ٤١٥ ويسميه سعيد الايسر.
(٩٦) الكامل ٧ / ٤١٥.