العشر خلون من ذي القعدة سنة ٢٧٠ ه (١). ولما بلغ نبأ وفاته الخليفة المعتمد على الله جزع وحزن عليه.
كان أحمد بن طولون ، كما تصفه المصادر ، شجاعا جوادا متواضعا ، حسن السيرة ، يتفقد أحوال رعاياه ، صادق الفراسة ، ذا حدس ثاقب. يباشر الامور بنفسه ، ويحب رجال الدين والعلم. وكان اذا جرت منه اساءة استغفر وتضرع بالدعاء. الا انه مع ذلك كان قاسيا طائش السيف. ويقال انه احصي من قتلهم صبرا ومن ماتوا في حبسه فكان عددهم ثمانية عشر ألفا. وكان كثير الصدقات وراتبه لذلك ألفا دينار في كل شهر. كما كانت مطابخه مفتوحة لعامة الناس يذبح فيها البقر والكباش ، ويغرف الطعام للناس في القدور والقصاع. ويقال ان المشرف على صدقاته قال له انه قد تمتد اليه الكف الناعمة فيها الخاتم والمعصم فيه السوار ، فقال له : هؤلاء المستورون الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ، فاحذر ان ترد يدا امتدت اليك واعط كل من يطلب منك (٢).
وخلف أحمد بن طولون من الأولاد ثلاثة وثلاثين ، منهم سبعة عشر من الذكور اشتهر منهم العباس ، وخمارويه ، ومضر ، وشيبان ، وأبو العشائر (٣). وخلف في خزائنه من الذهب عشرة آلاف ألف دينار ، ومن المماليك سبعة آلاف مملوك ، ومن الغلمان أربعة وعشرون ألف غلام ، ومن الخيل سبعة آلاف فرس ، ومن مراكبه الجياد مائة ، ومن البغال والحمير ستة آلاف رأس (٤).
__________________
(٨٨) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٣١ ، والخطط المقريزية ١ / ٣٢١. والطبري ٩ / ٦٦٦ وجاء فيه انه توفى يوم الاثنين لثمان عشرة خلت من ذي القعدة.
(٨٩) للمزيد من التفصيلات راجع : الخطط المقريزية ١ / ٣١٦ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١ ـ ٢١.
(٩٠) النجوم الزاهرة ٣ / ٢٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٥٧.
(٩١) النجوم الزاهرة ٣ / ٢١.