المارستان فيركب اليه في كل يوم جمعة ويطلع على خزائن المارستان وما فيها ، وعلى أحوال الأطباء ، وينظر سائر المرضى والمحبوسين فيه من المجانين. ويذكر المقريزي حادثة وقعت للأمير مع مجنون من نزلاء المارستان ، ترك ابن طولون بعدها زيارته (١).
وفاة أحمد بن طولون :
مرض أحمد بن طولون حينما خرج الى طرسوس وسار منها الى أذنة والمصيصة وكان البرد شديدا. ويقال انه اقام في انطاكية لبضعة أيام أكثر فيها من شرب لبن الجاموس ، فأصيب بالاسهال. وقد فشل طبيبه الخاص سعيد بن توفيل الذي كان يصحبه في سفره ، في معالجته لأنه لم يكن يلتزم بالحمية التي فرضها عليه. ولما اشتدت عليه علته اراد العودة الى مصر ، فثقل عليه ركوب الدواب ، فعملت له عجلة كانت تجر بالرجال وطئت له. فلما وصل الى الفرما ركب الماء الى الفسطاط (٢). ويقول ابن الأثير ان ابن طولون اصابته هيضة من أكل لبن الجاموس ، واتصلت حتى صار منها ذرب ، وكان الأطباء يعالجونه وهو يأكل سرا ، فلم ينجع الدواء (٣).
ولما وصل ابن طولون مصر اشتدت عليه علته فأمر الناس بالدعاء له ، فغدا الناس بالدعاء بما فيهم النساء والأطفال ، وحضر اليهود والنصارى كذلك للدعاء له (٤). وما لبث ان مات ليلة الأحد
__________________
(٨٤) للاطلاع على مزيد من التفصيلات عن المارستان الطولوني ، راجع : الخطط المقريزية ٢ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ، والانتصار / ٩٩.
(٨٥) عيون الانباء / ٥٤٢ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١٧ ـ ١٨ وجاء فيه انه نقل في محفة يحملها الرجال.
(٨٦) الكامل ٧ / ٤٠٩.
(٨٧) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٣١ ، وشذرات الذهب ٢ / ١٥٧.