الجمعة فيجدد وضوءه ويغير ثيابه ، وكان يقال لها دار الامارة (١). وبلغت النفقة على الجامع مائة وعشرون ألف دينار (٢). وقد طالت الايام بجامع ابن طولون حتى أصابه الخراب في أواخر القرن السابع. فأمر بتجديد عمارته حسام الدين المنصوري. وأوقف املاكا خصص ريعها لنفقات الجامع ، ومن طريف ما جاء في باب النفقات ما يختص بالديكة التي تكون بسطح الجامع في مكان مخصص لها لتعين المؤذنين على الأوقات ، وضمن ذلك كتاب الوقف (٣).
المارستان :
يقول ابن دقماق لم يكن بمصر قبل أحمد بن طولون مارستان لمعالجة المرضى ، فأمر أحمد ببناء المارستان الذي عرف باسمه ، ثم سمى فيما بعد بالمارستان العتيق أو الاعلى (٤). وقد بنى في سنة ٢٥٩ ه ويقال في سنة ٢٦١ ه ، ولعله كمل بناؤه في السنة الأخيرة. وقد بنى فيه اضافة الى القاعات والغرف حمامان أحدهما للرجال والآخر للنساء. ولما فرغ من بنائه حبس عليه ايرادات بعض الاملاك كالقيسارية وسوق الرقيق. وبلغ مجموع ما انفق على المارستان ومستغلة ستين ألف دينار. وكان ابن طولون اشترط ان لا يعالج فيه جندي ولا مملوك ، اي أنه خصص لعامة الناس. وكان اذا جيء بالعليل تنزع ثيابه ويؤخذ ما عنده من المال ويحفظ ذلك عند امين المارستان ، ثم يلبس ثيابا ويفرش له ، ويفدى عليه ويراح بالادوية والاغذية والأطباء حتى يشفى فيأمر بالانصراف بعد أن يعطى ماله وثيابه. وكان الأمير أحمد يتفقد أحوال
__________________
(٨٠) الخطط المقريزية ٢ / ٢٦٩.
(٨١) نفس المصدر ٢ / ٢٦٦ ، والانتصار / ١٢٢ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٨.
(٨٢) الانتصار / ١٢٤.
(٨٣) نفس المصدر / ٩٩.