عراقي الطراز من كل الوجوه وانه مأخوذ عن نماذج في سامرا وبغداد كانت مألوفة لابن طولون في شبابه. وهناك فوق الظواهر المعمارية التي مر ذكرها عناصر أخرى جديدة منها كتابات بالخط الكوفي محفورة بالخشب يتجلي فيها الحذق والمهارة في استخدام حروف الكتابة في أغراض زخرفية. ومن هذه العناصر أيضا الزخارف الملونة ونكاد نراها فوق كل السطوح الظاهرة ، وهي أكثر ما تكون مصنوعة من الجص الابيض ، ولكننا نراها فوق ألواح من الخشب في السقف» (١).
كما ان مؤلف كتاب «الفن الاسلامي» ارنست كولن Ernst Kuhnel يؤيد ان هذا الجامع قد شيد على طراز جامع سامرا (٢). كما اثبت الاثاريان المعماريان فيوليه وباتريكولو بالبرهان القاطع ان منارة جامع ابن طولون قد بنيت أول الأمر على شاكلة ملوية سامرا ، وان القاعدة المربعة الشكل التي تؤلف الطابق الأول من المنارة قد اضيفت فيما بعد ، وذلك بعد أن أصاب الخراب الجامع في أواخر القرن السابع وقام الأمير المملوكي لاجين الملقب بحسام الدين المنصوري بتجديده في سنة ٦٩٦ (٣).
وكانت قد بنيت في مؤخرة الجامع ميضأة وخزانة فيها جميع الشربات والأدوية ، وعليها خدم وفيها طبيب يجلس يوم الجمعة لما قد يحدث للحاضرين للصلاة (٤). كما انشأ ابن طولون الى جوار الجامع تجاه القصر والميدان دارا لها باب من جدار الجامع يخرج منه الى المقصورة بجوار المحراب والمنبر ، واثثت هذه الدار بما يحتاج اليه من الفرش والستائر وكان يجلس بها اذا ذهب الى صلاة
__________________
(٧٦) تراث الاسلام (لجنة الجامعيين لنشر العلم) ٢ / ١٣٥ ـ ١٣٧.
(٧٧) الفن الاسلامي / ٣٤.
(٧٨). ٣١٦ ـ ٣١٥ : Crewell ,E.M.A.P.
(٧٩) الانتصار / ١٢٣ ، والخطط المقريزية ٢ / ٢٦٦ و ٤٠٥.