الجيش ، وباب الخاصة لا يدخل منه الا خاصة ابن طولون ، وباب الصلاة ومنه يذهب الأمير الى الجامع الكبير الذي شيده ، وعرف هذا الباب بباب السباع لأنه كان عليه صورة سبعين من الجبس ، وباب خاص بمرور الحريم. وكان الطريق الذي يمر فيه ابن طولون واسعا قطع بحائط فيه ثلاثة أبواب كبيرة. وكانت هذه الابواب تفتح كلها في أيام الأعياد ، أو في يوم عرض الجيش ، أو يوم الصدقة ، وما عدا هذه الايام لا تفتح الا بترتيب في أوقات معينة.
واتخذ ابن طولون للقصر مجلس يشرف منه يوم العرض ويوم الصدقة. كما كان على باب السباع مجلس آخر كان يجلس فيه ليلة العيد ليشرف على القطائع ويطلع على أحوال غلمانه فيرى حركاتهم وتصرفهم في حوائجهم ، فاذا رأى في حالة أحدهم نقصا أو خللا أمر له بما يتسع به ، وكان هذا المجلس يشرف على البحر أيضا (١).
وهكذا كانت القطائع مدينة خاصة لغلمان الأمير ابن طولون وجنده ، والقصر والميدان خاص به (٢).
جامع ابن طولون :
شكا أهل مصر الى الأمير أحمد بن طولون ضيق المسجد الجامع يوم الجمعة من كثرة جنوده وسودانه ، فأمر بعمارة الجامع الذي عرف باسمه. وقد شيده على جبل يشكر ، ويشكر هو اسم قبيلة عربية اختطت عند الفتح بهذا الجبل فعرف بها (٣). وهناك من يقول ان يشكر هو اسم رجل صالح كان يسكن بيتا عند هذا الجبل فسمى باسمه ، وقد ادخل هذا البيت في بناية الجامع (٤).
__________________
(٦٤) راجع عن مدينة القطائع : الخطط المقريزية ٢ / ٣١٥ ـ ٣١٦.
(٦٥) الانتصار / ١٢٢.
(٦٦) الخطط المقريزية ١ / ١٢٥.
(٦٧) الانتصار / ١٢٣.