ان يستغني عن بعض الرسوم التي كانت مفروضة على بعض المرافق. فقد كان احمد بن المدبر لما ولي خراج مصر ، وكان من دهاة الكتاب ، ابتدع بدعا صارت سنة من بعده. فاحاط بالنطرون وحجر عليه بعد ما كان مباحا لجميع الناس ، وقرر على الكلأ الذي ترعاه الماشية رسما سماه «المراعي» وقرر مثله على ما يصاد من البحر وسماه «المصايد» وعرفت هذه الرسوم ب «المرافق والمعاون» فقرر أحمد بن طولون الغاءها وكانت عائداتها السنوية تبلغ مائة ألف دينار (١).
الخلافة بين الموفق وابن طولون :
نشأ خلاف حاد بين الموفق المهيمن على شؤون الخلافة في سامرا وامير مصر أحمد بن طولون. وسبب الخلاف الرئيس كما يقول المقريزي ان الحرب الطويلة مع صاحب الزنج دعت الموفق ان يكتب الى أحمد من حمل ما يستطيع من المال الى حاضرة الخلافة للاستعانة به في الحرب المذكورة. فبعث اليه ابن طولون ألف ألف ومائتي ألف دينار (٢) ، الا ان الموفق استقل المبلغ ، وغضب على ابن طولون وكتب اليه بذلك. فاجاب ابن طولون جوابا فيه كثير من التحدي مما لم يرتح له الأمير الموفق ، فعزم على ان يبعث واليا الى مصر بدلا من أحمد بن طولون ، فالتمس شخصا ذا كفاية ودراية يبعث به ، فلم يرشح له أحد لأن هدايا ابن طولون لقواد الدولة وارباب
__________________
(٥٢) الخطط المقريزية ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤.
(٥٣) الخطط المقريزية ٢ / ١٧٩ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٨ وفيه ان حمل الى الخليفة ألفي ألف درهم.