ولما آلت ولاية مصر في سنة ٢٥٤ ه في عهد المعتز بالله الى القائد بايكيال عهد هذا الى أحمد بن طولون بولاية مصر خليفة عنه. فدخلها في أواخر شهر رمضان من السنة المذكورة (١). وعند ما قتل بايكيال في أيام المهتدى بالله انتقل ما كان اليه من الأعمال الى القائد أماجور ، وهو حمو ابن طولون ، فكتب اليه بقره على ولاية مصر ويزيده ولاية الاسكندرية (٢). وعهد الخليفة المهتدى بالله في سنة ٢٥٥ ه الى أحمد بن طولون اخضاع عيسى بن شيخ عامل فلسطين المتمرد (٣). فاغتنم ابن طولون هذه الفرصة لانشاء جيش مستقل آخذه بنظام صارم رغبة منه في شد عناصره المتباينة (٤). ويقول القلقشندي ان ابن طولون أول من جلب المماليك الترك الى الديار المصرية واستخدمهم في عساكرها (٥).
آقر المعتمد على الله عند توليه الخلافة أحمد بن طولون على امارة مصر وكتب اليه يستحثه على حمل الأموال. فأجاب انه لا يطيق ذلك والخراج بيد غيره ، فانفذ المعتمد على الله نفيسا الخادم الى ابن طولون بتقليده خراج مصر والولاية على الثغور الشامية (٦) وبذلك تسنى للأمير أحمد بن طولون أن يقيم في مصر امارة مستقلة بشؤنها استقلالا يكاد يكون تاما عن الخلافة. وقد تولى امارتها بعده أبناؤه وأحفاده ، الا ان مدتهم لم تدم طويلا كما سنرى.
__________________
(٣٨) الطبري ٩ / ٣٨١ ، والكامل ٧ / ١٨٧.
(٣٩) الخطط المقريزية ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٦ وفيه ان المعتمد على الله صير اعمال مصر بعد يايكيان الى يارجوخ وكتب هذا الى ابن طولون باقراره على ولايته.
(٤٠) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٥ ، والخطط المقريزية ١ / ٣١٥ وفيه ان المعتمد على الله كتب الى ابن طولون ان يتأهب لحرب ابن شيخ.
(٤١) تاريخ الشعوب الاسلامية ٢ / ٦٣.
(٤٢) صبح الاعشى ٣ / ٤٢٤.
(٤٣) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢١٧ ، والخطط المقريزية ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤.