ما كان لأبيه من الأعمال (١). وتزوج أحمد ابنة أماجور أحد كبار القواد الاتراك ، وولدت له ابنه العباس (٢).
كان أحمد يستاء من تصرفات الجند الاتراك ، فطلب الى الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب رزقه في الثغور ، فكتب له بذلك وخرج الى طرسوس وأقام بهامدة ، ثم ما لبث ان عاد الى سامرا بناء على الحاح أمه بأن يكون الى جانبها (٣). وقد استفاد أحمد من اقامته بطرسوس اذ التقى بها بعدد من المحدثين ، وجالس بعض العلماء فيها ، فاكتسب من علمهم وتأثر بهم. وعند عودته من طرسوس مع القافلة المتوجهة الى العراق انقذ القافلة من قطاع الطريق الذين تعرضوا لها ، وكان في القافلة خادم للخليفة المستعين بالله ومعه ثياب وأمتعة ثمينة جلبها من بلاد الروم وكانت قد صنعت للخليفة ، فلما وصل الخادم الى الخليفة بالثياب والامتعة أعجب بها ، فاخبره الخادم بانه لو لا شجاعة ابن طولون وشهامته لما سلمت القافلة من قطاع الطريق الذين اعترضوها ، فاستحسن الخليفة فعل ابن طولون وبعث له مع الخادم ألف دينار ، وواصل هباته اليه ، فوهبه جارية اسمها مياس فولدت له ابنه خمارويه في سنة ٢٥٠ (٤).
ولما تنكر القواد الاتراك للمستعين بالله واحذروه الى واسط اختار أحمد بن طولون لأن يكون بصحبته ، فأحسن أحمد معاملته وعشرته ، ولما طلبوا اليه ان يقتله رفض وقال : لا رآني الله قتلت خليفة بايعت له. أبدا (٥).
__________________
(٣٣) نفس المصدر ٣ / ٤.
(٣٤) الخطط المقريزية ١ / ٣١٤ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٤ وفيه انه تزوج بابنة عمه.
(٣٥) النجوم الزاهرة ٣ / ٥ ، والخطط المقريزية ١ / ٣١٤.
(٣٦) نفس المصدرين السابقين.
(٣٧) الخطط المقريزية ١ / ٣١٤ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٦ وفيه ان المستعين بالله هو الذي اختار ابن طولون ليصحبه.