وبقي مزاحم على ولاية مصر حتى توفي في أوائل المحرم سنة ٢٥٤ ه فوليها ابنه أحمد باستخلاف ابيه ، الا انه لم يلبث سوى شهرين فتوفي ، فخلفه في الولاية ارخوز صاحب الشرطة لبضعة أشهر ، ثم صرف عنها بتعيين القائد التركي أحمد بن طولون الذي وصل مصر في شهر رمضان سنة ٢٥٤ فبدأ بوصوله عهد جديد فيها.
٢ ـ أحمد بن طولون وتأسيس الامارة :
ولد احمد بن طولون في سنة ٢٢٠ ه وأمه جارية تدعى قاسم ابو هاشم (١). وكان أبوه طولون مملوكا تركيا أهداه نوح بن أسد عامل بخارى الى الخليفة المأمون سنة ٢٠٠ ه في جملة ما كان موظفا عليه من المال والرقيق وغير ذلك (٢). وقد تقدمت الحال به فصار من قواد الجيش العربي ، وتولى رئاسة حرس المأمون. وقيل ان أحمد لم يكن ابنه وانما تبناه ، وهو ابن شخص آخر يدعى يلبخ ، ويروي أبو المحاسن قصة لطولون مع أحمد وهو صبي صغير فحظي عنده وتبناه (٣). الا ان من يقول انه ابن طولون انما يستدل على ذلك بأن الموفق لما اختلف معه وأمر بلعنه على المنابر نسبه الى طولون (٤).
نشأ أحمد بن طولون بسامرا نشأ جميلا ، وربى تربية دينية فحفظ القرآن وسمع الحديث ، وكان حسن الترتيل ، وعرف بالصلاح ، ووصف بعلو المهما. وقد تميز على أبناء جلدته من الأتراك ، وصار ممن يوثق به ويؤتمن على الأموال والاسرار. ولما توفى طولون في سنة ٢٤٠ ه فوض الخليفة المتوكل على الله الى أحمد
__________________
(٢٩) الخطط المقريزية ١ / ٣١٣ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١.
(٣٠) وفيات الاعيان ١ / ١٥٦ ، والخطط المقريزية ١ / ٣١٣.
(٣١) وفيات الاعيان ١ / ١٥٦ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ٢.
(٣٢) النجوم الزاهرة ٣ / ٣.