وعند ما بلغ الخبر الخليفة المتوكل على الله أمر ببناء حصن دمياط فابتديء في بنائه في أوائل رمضان سنة ٢٣٩ ه (١) ، كما أمر عنبسة ان يبنى حصن تنيس أيضا ، وحصنا لمدينة الفرما (٢). وصرف عنبسة عن ولاية مصر في رجب سنة ٢٤٢ ه ، وكانت ولايته أربع سنوات ونصف سنة تقريبا.
وخلف عنبسة على ولاية مصر أبو خالد يزيد بن عبد الله بن دينار وقد ولاه المنتصر فقدم الى البلاد في أواخر رجب من السنة المذكورة. وقام ببعض الاصلاحات الاجتماعية ، فأمر باخراج المؤنثين من مصر بعد أن ضربوا وطيف بهم ، ومنع من النداء والصراخ خلف الجنائز ، وعين المختارين في الكور ليمثلوا فيها السلطة ، والغي سباق الخيل وباع الخيل التي كانت للوالي لغرض السباق (٣).
ومن الاعمال المهمة التي انجزت في أيامه بناء المقياس الهاشمي لنهر النيل بجزيرة الروضة ، في سنة ٢٤٧ ه بأمر من الخليفة المتوكل على الله ، وهو المقياس الكبير المعروف بالمقياس الجديد. وقد بناه المهندس محمد بن كثير الفرغاني الذي بعث به الخليفة من سامرا ، وبطل بعمارته كل مقياس آخر كان بنى قبله في الوجه البحري أو الوجه القبلي (٤). وولي أبا الرداد الفقيه عبد الله ابن عبد السلام الاشراف على المقياس ويقال انه من أهل البصرة قدم الى مصر وحدث بها ، وبقي مقياس النيل بأيدي أولاده وأحفاده مدة طويلة (٥).
__________________
(٢٢) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٤٢ ، والخطط المقريزية ١ / ٢١٤.
(٢٣) الخطط المقريزية ١ / ٢١١.
(٢٤) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٠٣ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٠٨.
(٢٥) النجوم الزاهرة ٢ / ٣١٠ ـ ٣١١.
(٢٦) نفس المصدر ٢ / ٣١١ ، ووفيات الاعيان ٢ / ٢٩٦.