يحيى بن معاذ على الصلاة والخراج (١). فورد اليه كتاب الخليفة باخراج الطالبين من مصر الى العراق ، ففرض لهم الأموال ليستعينوا بها على السفر ، فاعطى الرجل منهم ثلاثين دينارا والمرأة خمسة عشر دينارا ، وفرق فيهم الثياب. فخرجوا من الفسطاط الى العراق ، ومنها أمروا بالخروج الى المدينة والاقامة بها (٢). ويقال ان اسحاق عزم على أن يثور بمصر الا انه عزل ، ولم يلبث يسيرا حتى مات (٣). وكان اسحاق من خبرة الولاة ، عادلا واداريا قديرا ، وشجاعا ممدوحا قصده بعض الشعراء ومدحوه ، وقد رفق بالناس أيام ولايته (٤).
وعين المنتصر في سنة ٢٣٨ ه عنبسة بن اسحاق الضبي على ولاية الصلاة وجعله شريكا لأحمد بن خالد صاحب الخراج. فحاسب عنبسة العمال وأقامهم للناس وانتصف منهم ، واظهر من العدل ما ارتاح الناس اليه (٥). وفي أول ولايته نزل الروم في دمياط في يوم عرفة ، فلم يتمكن أهلها من مقاومتهم ، فدخلوا المدينة وقتلوا كثيرا من رجالها وسبوا النساء والاطفال. فخرج اليهم عنبسة يوم النحر في جيشه وكثير من المتطوعين فلم يدركهم ، اذ هربوا الى تنيس. وكان عنبسة قد أمر الجند من حامية دمياط ان يحضروا الى مصر فساروا اليها. فلما نزلها الروم لم يكن فيها من يدافع عنها ، فنهبوا وسبوا واحرقوا جامع المدينة ، وأوقروا سفنهم بما اخذوه من سلاح ومتاع ، ثم ساروا الى تنيس شرقي دمياط وكان عليها سور له بابان حديديان بنى في أيام المعتصم بالله ، فنهبوا ما فيها واخذوا البابين ورجعوا (٦).
__________________
(١٦) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ١٩٨ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٣.
(١٧) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ١٩٨.
(١٨) نفس المصدر / ١٩٩.
(١٩) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٣.
(٢٠) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٠٠.
(٢١) الطبري ٩ / ١٩٣ ـ ١٩٥ ، والكامل ٧ / ٦٨ ـ ٦٩.