وأسر من بقي من أولاد بابك وعياله. وكان سقوط مدينة البذ في يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان سنة ٢٢٢ ه (١).
سار بابك فيمن معه يريد الهرب الى ارمينية ، فكتب الافشين الى بطارقتها يأمرهم بحفظ نواحيهم وان لا يتركوا احدا يمر بهم الا اخذوه وعرفوه به. وقد علم الافشين من جواسيسه بموضع بابك ، وكان في واد كثير الاشجار طرفه الاول باذربيجان وطرفه الاخر بارمينية ، فأمر بمحاصرة ذلك الوادي. ولما ورد كتاب الخليفة بالامان لبابك كلف الافشين بعض من كان استأمن اليه من أصحاب بابك بان يذهبوا بالكتاب اليه. الا ان بابك رفض الامان الذي عرض عليه (٢). ويقال انه احرق كتاب الامان وشتم الخليفة (٣). وعند ما أحس بابك بان جيش الافشين يحيط به ركب هو ومن معه وسار مستخفيا حتى استطاع سهل بن سنباط أحد بطارقة أرمينية ان يحتال عليه ويأسره. وكان الافشين قد جعل لمن جاء به حيا الفي ألف درهم ، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم (٤). فجاء القائد أبو سعيد على رأس قوة من الجيش وقبض عليه وجاء به الى الافشين (٥).
وقد انقذ جيش الافشين من أسرى بابك نساء كثيرات وصبيان ، وجعل لهم حظائر اسكنهم فيها وأجرى لهم الخبز وأمرهم أن يكتبوا الى أوليائهم حيث كانوا. فجاء الناس واسترجعوا كثيرا منهم (٦).
__________________
(٥٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٤ ، والعبر ١ / ٣٨٤.
(٥٤) الطبري ٩ / ٤٥ ـ ٤٦.
(٥٥) العبر ١ / ٣٨٤.
(٥٦) العبر ١ / ٣٨٤ ، وفي النجوم ان الخليفة المعتصم بالله قد جعل لمن جاء ببابك حيا الفي ألف درهم ، ولمن جاء برأسه ألف ألف درهم ، فاعطى المعتصم بالله ابن سنباط الفي ألف درهم وحط عنه خراج عشرين سنة ـ ٢ / ٢٧٣.
(٥٧) تفصيلات القبض على الافشين في الطبري ٩ / ٤٧ ـ ٥٠ ، وفي مروج الذهب ٤ / ٥٦ ، وفي الكامل ٦ / ٤٧٢ ـ ٤٧٤.
(٥٨) الطبري ٩ / ٥٠ ، وجاء في تأريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٤ ان عدد الاسرى الذين استنقذوا عند سقوط مدينة البذ ، كان سبعة الاف وستمائة.