فقد بث عبد الله خوف انتقامه |
|
على الليل ما تدب عقاربه |
يقولون ان الليث ليث خفية |
|
نواجذه مطرورة ومخالبه |
ويختمها بقوله :
بحسبك من نيل المناقب أن ترى |
|
عليما بأن ليست تنال مناقبه |
اذا ما امرؤ القى بربعك رحلة |
|
فقد طالبته بالنجاح مطالبه |
فاعجب الحاضرون في مجلس عبد الله بن طاهر بشعره ، واستحسنوا قوله في الأمير. حتى ان أحد الشعراء من الحاضرين تنازل لأبي تمام عن جائزة قد أمر له بها الأمير ، فقال له عبد الله : بل نضعفها لك ، ونقوم بالواجب له جزاء عن قوله.
وقد استمر عبد الله في أيام الخليفة الواثق بالله ، أميرا على خراسان وأقاليم الري وجرجان وطبرستان وكرمان ، وظل يحكمها محتفظا باستقلاله الداخلي. الا ان علاقته بالخليفة كانت ودية.
وتوفى عبد الله بنيسابور في ربيع الأول من سنة ٢٣٠ ه وعمره ثمان وأربعون سنة (١).
وعند ما توفى عبد الله استعمل الواثق بالله ابنه طاهر بن عبد الله على أعمال أبيه كلها ، وذلك عملا بمشورة قاضي القضاة أحمد بن أبي دواد. اذ عند ما ورد الخبر بموت عبد الله أشار الوزير محمد بن عبد الملك الزيات على الخليفة أن يخرج اسحاق بن ابراهيم ،
__________________
(٢٩) الطبري ٩ / ١٣١ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨ وفيه انه مات وهو ابن سبع واربعين سنة ، والكامل ٧ / ١٣ ، ووفيات الاعيان ٢ / ٢٧٥ وفيه انه مات في مرو.