نائب الخليفة ببغداد ورئيس شرطته ، وهو من آل طاهر أيضا ، الى خراسان واليا ، ويظهر ان ابن الزيات كان يهدف بذلك الى اضعاف نفوذ الطاهريين ، وضمان ولاء الوالي الجديد ، وقد اقترح ان يضم اليه خمسة آلاف من الجند ويطلق ارزاقهم ، وان يمنحه الخليفة خمسة آلاف درهم معونة. ولما استطلع الواثق بالله رأي ابن أبي دواد بما اقترحه الوزير ابن الزيات قال ابن ابي دواد : ان اسحاق رهينة القوم ـ يقصد الطاهريين ـ عندك يا أمير المؤمنين ، فان اخرجته لم يكن في يدك أحد منهم ، وأما الجند فانت محتاج الى الزيادة منهم فكيف تفرقهم ولا سيما مع ما ينفق عليهم ، واخراج هذه الاموال لا وجه له ، وهناك ما هو خير من ذلك. قال الواثق بالله : ما هو؟ قال : طومار ورق بدرهمين تكتب فيه الى طاهر بن عبد الله بالتعزية عن أبيه ، وبتجديد الولاية له ، وتربح ما عزمت على انقاذه ، وتكون قد اتممت الصنيعة عند عبد الله وولده ، واحسنت الخلافة فيه. فاستصوب الواثق بالله رأيه ، وأمر ابن الزيات ان يكتب بموجبه (١).
وقد اقام طاهر بن عبد الله واليا على خراسان طيلة خلافة الواثق بالله ، واستمر بعده حتى توفى بنيسابور في رجب سنة ٢٤٨ ه وله من العمر أربع وأربعون سنة (٢). فعين الخليفة المستعين بالله ابنه محمدا واليا مكانه. وقد جابه محمد بن طاهر كثيرا من المتاعب في خلال فترة ولايته. وفي أيامه انتهت امارة بني طاهر في خراسان.
٣ ـ نهاية الامارة :
كانت نهاية امارة بني طاهر على يد يعقوب بن الليث الصفار الذي اطمعه ما لمسه من ضعف محمد بن طاهر أمير خراسان. وقد
__________________
(٣٠) الديارات / ١٤٠ ـ ١٤١.
(٣١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٤.