مما رواه ابنه عبيد الله انه لم يكن يحب ان يشيع عنه شيء من ألحانه ، أو ان ينسب اليه ، لأنه كان يترفع عن الغناء ، وانه ماجس وترا بيده قط (١). ويقول الذهبي انه تاب قبل موته وكسر آلات الملاهي (٢).
وقد مدح عبد الله بن طاهر عددا من الشعراء على رأسهم أبو تمام الطائي الذي قصده الى خراسان. فلما وصل الى قومس ، وكان قد طالت به الشقة وعظمت عليه المشقة ، فقال (٣) :
يقول في قومس صحبي وقد اخذت |
|
منا السرى وخطا المهرية القود |
أمطلع الشمس تنوي أن تؤم بنا |
|
فقلت : كلا ولكن مطلع الجود |
وعند ما دخل عليه انشده قصيدته التي مدحه فيها ، ومطلعها (٤) :
هن عوادي يوسف وصواحبه |
|
فعزما فقدما ادرك السؤل طالبه |
ويقول فيها :
وركب كأطراف الأسنة عرسوا |
|
على مثلها والليل تسطو غياهبه |
لأمر عليهم أن تتم صدوره |
|
وليس عليهم أن تتم عواقبه |
__________________
(٢٥) نفس المصدر ١٢ / ١١١.
(٢٦) العبر ١ / ٤٠٦.
(٢٧) ديوان ابي تمام ٢ / ١٣٢.
(٢٨) كامل القصيدة في ديوان ابي تمام ١ / ٢١٦ ـ ٢٣٣.