طلحة ولي خراسان علي بن طاهر خليفة لأخيه عبد الله الذي كان بالدينور ، فثار الخوارج بخراسان فسار اليها عبد الله بأمر من المأمون ، واتخذ مدينة نيسابور مقرا له (١). ولم يكن قد نزلها وال من ولاة خراسان قبله (٢).
وكيفما كان الأمر فان عبد الله بن طاهر قد ولى خراسان بعد وفاة اخيه طلحة وبقي على ولايتها الى أن توفى سنة ٢٣٠ ه. وكان عبد الله نشأ في كنف المأمون ورعايته ، ولذلك اعتمد عليه في مهمات الامور. وأوصى أخاه أبا اسحاق ألا يفرط به ، فقد قال له في وصيته : أقره على عمله ولا تهجه ، فقد عرفت الذي سلف بينكما أيام حياتي وبحضرتي ، استعطفه بقلبك ، وخصه ببرك ، فقد عرفت بلاءه وغناءه عن أخيك (٣). ورغم ان المعتصم بالله كان سيء الرأي بعبد الله الا انه أقره على عمله ، سواء كان ذلك استجابة منه لوصية اخيه ، أو لأنه كان بحاجة الى مناصرته في حرب بابك الخرمي. ويقول الشابشتي ان المعتصم بالله كتب الى عبد الله عن رأيه فيه وطلب اليه الا يقدم عليه الى عاصمة الخلافة ، ومع ذلك أجاب عبد الله بانه على طاعة أمير المؤمنين ، وانه لو ورد عليه كتابه بالشخوص اليه لما امسى حتى يشخص (٤).
لقد أظهر عبد الله اخلاصا واضحا للدولة العربية ، فقد افسد خطط الأفشين حيدر بن كاوس في توجيه أمواله الى بلده أشر وسنة في أثناء محاربته بابك الخرمي. فكان عبد الله يكتب الى الخليفة المعتصم بالله بكل ما يوجه به الأفشين الى أشروسنة. واخذ مرة مالا كان الأفشين قد بعث به مع بعض رجاله ، ووزعه على الجند ، وكتب
__________________
(١٣) الكامل ٦ / ٤١٤.
(١٤) كتاب البلدان / ٣٠٧.
(١٥) الطبري ٨ / ٦٤٩.
(١٦) الديارات / ١٣٩ ـ ١٤٠.