خلف طلحة أباه طاهرا في امارة خراسان. ويظهر ان المأمون اضطر على توليته لعدة أسباب ، منها رغبته في ازالة الشك في أن له يدا في موت طاهر ، ثم عظم نفوذ اسرة بني طاهر في خراسان. وعند ما توفى طلحة عين المأمون أخاه عبد الله بن طاهر مكانه لأنه كان شديد الثقة به والاعتماد عليه. وكانت هذه التعيينات التي تمت في عهد المأمون لطاهر وولديه من بعده قد اكسبت بني طاهر حقا وراثيا في امارتهم.
٢ ـ امارة الطاهريين وخلفاء سامرا :
عند ما استخلف المعتصم بالله كان الوالي على خراسان وما يتبعها من الولايات الشرقية عبد الله بن طاهر ، وقد تولاها منذ سنة ٢١٤ ه عند ما توفى أخوه طلحة. وقد اختلفت الروايات في كيفية توليه ، فان اليعقوبي يقول ان المأمون كان قد ولى عبد الله في سنة ٢١٤ ه أقاليم الجبال وأرمينية واذربيجان ، فاتخذ عبد الله مدينة الدينور مقرا له ، ولما مات طلحة بن طاهر ولى المأمون عبد الله مكانه ووجه اليه بعهدة وعقده مع اسحاق بن ابراهيم وقاضي القضاة يحيى بن أكثم ، فنفذ عبد الله الى خراسان (١). الا ان الطبري يقول قد وردت وفاة طلحة على المأمون فبعث الى عبد الله يحيى بن أكثم يعزيه عن أخيه ويهنئه بولاية خراسان (٢). وهناك رواية تقول ان المأمون خير عبد الله بين ولاية خراسان وما اليها ، أو ان يبقى على ولايته على الجبل وارمينية واذربيجان وحرب بابك ، فاختار خراسان وشخص اليها (٣). أما ابن الاثير فيقول لما مات
__________________
(١٠) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٦٣ ، وكتاب البلدان / ٣٠٧.
(١١) الطبري ٨ / ٥٩٥.
(١٢) الطبري ٨ / ٦٢٢ ، وتجارب الامم ٦ / ٤٦٣ ـ ٤٦٤ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٤.