ويترك القافلة تسير نحو برزند ، مقر الافشين. فلما انقض بابك على القافلة وتمكن منها لم يجد الاموال معها. فظن ان الاموال قد وصلت الى حصن أرشق فتوجه بقواته لمحاصرة الحصن المذكور ، وطلب استسلام حاميته. الا ان الافشين الذي توقع هجوم بابك على حصن ارشق ، كان قد خرج بحملة نحو الحصن المشار اليه وفاجا قوات بابك وأحاط بها وقضى عليها. ولكن بابك استطاع مع نفر قليل من اتباعه الافلات والهرب الى موقان ، وما لبث ان وصل الى معقله في مدينة البذ (١).
أما معركة هشتادسر فقد خطط لها الافشين بحيث تكون المعركة الحاسمة اذا تمكن فيها من جيش الخرمية. فوجه ثلاثة جيوش نحو معقل بابك ، وذلك بان يسير الافشين نفسه من برزند ، ويسير محمد بن يوسف الطائي من خش ، ويتوجه بغا الكبير من خنادقه قرب جبل هشتادسر. الا ان تسرع بغا في دخول المعركة وهزيمته فيها حال دون تحقيق هدف الافشين ، رغم انتصاره على بابك واتباعه في هذه المعركة. لان بابك استطاع الفرار والعودة الى معقله والتحصن فيه أيضا (٢).
معركة البذ الفاصلة ونهاية بابك :
بادرت قوات الجيش العربي الى محاصرة مدينة البذ ، فوزع الافشين قواته حولها منتظرا الفرصة المواتية للهجوم. الا ان قسما من الجيش بقيادة جعفر الخياط وبعض جيش أبي دلف من المطوعة ، اشتبكوا باتباع بابك وتغلبوا عليهم ، وأوشكوا ان يدخلوا المدينة. وكان ذلك بدون اذن من الافشين. فاستدعاهم وانكر عليهم قيامهم بالهجوم قبل الاوان. واستمر مقيما في موضعه حتى
__________________
(٤٨) الطبري ٩ / ١٤ ـ ١٦.
(٤٩) نفس المصدر / ٢٣ ـ ٢٤.