وبقيت رقادة عاصمة لامراء بني الأغلب الى ان هرب منها آخر أمرائهم زيادة الله الثالث.
ولما منع الامير ابراهيم بيع النبيذ وشربه بمدينة القيروان وأباحه بمدينة رقادة ، قال بعض الظرفاء من أهل القيروان (١) :
يا سيد الناس وابن سيدهم |
|
ومن اليه الرقاب منقاده |
ما حرم الشرب في مدينتنا |
|
وهو حلال بأرض رقادة؟ |
ومن اعمال ابراهيم العمرانية الاخرى توسيعه جامع القيروان. فقد زاد في عدد بلاطاته ، وبنى فوقه قبة شاهقة تقوم على اثنتين وثلاثين سارية من بديع الرخام ، وزينت جدرانها وسقوفها بالزخارف والنقوش العربية الجميلة. وكانت محكمة البناء عجيبة المنظر يشهد كل من رآها انه لم ير احسن منها بناء. وبني في الجامع مقصورة للنساء يؤدين فيها الصلاة وجعلها محجوزة عن الجامع بحائط مخرم بالزخارف محكم العمل (٢).
الحرب مع ابن طولون :
لعل أهم الاحداث التي واجهت الأمير ابراهيم الثاني وهددت امارته هو هجوم العباس بن احمد بن طولون على افريقية في سنة ٢٦٥ ه يريد انتزاعها من بني الاغلب. وكان العباس قد خرج على أبيه أحمد بن طولون فاشار عليه بعض اصحابه ان يتجه الى افريقية. فكاتب عددا من زعماء القبائل فيها فاجابه قسم منهم. وكتب الى الامير ابراهيم يقول ان امير المؤمنين الخليفة قد قلده
__________________
(٨٢) المغرب للبكري / ٢٧ ـ ٢٨.
(٨٣) المغرب للبكري / ٢٤.