حسن السيرة حميد الافعال. وقد اهتم ببناء الحصون وتقوية الجيش ، واشاعة العدل بين الناس. وكان يجلس بجامع القيروان ليسمع شكوى الخصوم ويفصل بينهم (١). ويظهر انه فعل ذلك مقتديا بمن جلس من الخلفاء لرد المظالم.
بناء مدينة رقّادة :
عني الامير ابراهيم الثاني بالنواحي العمرانية عناية خاصة ، وكان من أول أعماله انه بنى مدينة جديدة اتخذها عاصمة له هي مدينة رقادة. وتقع على أربعة أميال من القيروان ، وأكثرها بساتين وليس بأفريقية أعدل هواء ولا ارق نسيما ولا أطيب تربة منها (٢). وهناك روايتان عن سبب تسميتها بهذا الاسم ، أولاهما ان أحد أمراء بني الأغلب أرق وفاقه النوم فعولج بالمشي. فلما وصل الى موضع رقادة تعب فغلب عليه النوم ، فسمي من يومئذ رقادة. وتقول الرواية الاخرى ان ابا الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري القائم بالدعوة الاباضية باطرابلس ، لما نهد الى القيروان لقتال قبائل رفجومة وكانوا قد تغلبوا عليها ، التقى بهم بهذا الموضع فقتلهم فيه قتلا ذريعا ، فسمي رقادة لرقاد جثث القتلى فيه بعضها فوق بعض (٣).
لقد انشأ الأمير ابراهيم في هذا الموضع مدينة بنى بها قصورا عجيبة وجامعا. فعمرت بالاسواق والفنادق والحمامات. ولما تم بناء القصر المسمى بقصر الفتح انتقل ابراهيم اليه من القصر القديم. وقد استغرق بناء المدينة زهاء السنتين (٢٦٣ ـ ٢٦٤ ه).
__________________
(٧٩) الكامل ٧ / ٢٨٣.
(٨٠) معجم البلدان ٣ / ٥٥ ، والمغرب للبكري / ٢٧.
(٨١) معجم البلدان ٣ / ٥٥ ، والمغرب للبكري / ٢٨.