هاجم الحسين بن أحمد في السنة التالية سرقوسة فصالحه أهلها على أن يخرجوا اليه من أسرى العرب الذين كانوا لديهم ٣٦٠ أسيرا (١).
وبعد ان حكم الامير أبو الغرانيق امارة بني الأغلب مدة عشر سنوات ونصف السنة توفي في ليلة الاربعاء لست خلون من جمادي الاولى سنة ٢٦١ ه. وكان قد عاصر من خلفاء سامرا كلا من المستعين بالله والمعتز بالله والمهتدى بالله والمعتمد على الله. ولما حضرته الوفاة عهد بالامارة لابنه ابي عقال وأوصى بأن يتولى أخوه ابراهيم حتى يكبر ولده ، واستحلف أخاه الا ينازع ابنه وأشهد عليه آل الأغلب ومشايخ القيروان (٢).
٨ ـ ابراهيم الثاني :
كان الأمير محمد الثاني قد عهد بالامارة لابنه أبي عقال ونظرا لصغر سنه فقد أوصى بأن يتولى الأمرة أخوه ابراهيم بن أحمد حتى يكبر ولده. الا ان أهل القيروان سألوا ابراهيم الذي كان واليا عليها آنذاك ان يتولى الامارة دون ابن أخيه ، لما عرفوه عنه من العدالة والحزم وحسن السيرة. فاجاب بعد تردد وامتناع ، فبايعه مشايخ أفريقية ووجوهها وجماعة من بني الأغلب. ولعل من الطريف ان نشير الى انه اعتذر عن قبول تولى الامارة بانه حلف لأخيه بأن لا ينازع ولده ولا يدخل قصره. فكانت الفتوى للخروج من يمينه ان يتولى الامارة في داره وليس في قصر الامارة ، فدخل داره وبايعوه (٣). فكان خلال السنوات السبع الاولى من امارته
__________________
(٧٦) البيان المغرب ١ / ١١٦ ، والكامل ٧ / ٢٦٦.
(٧٧) البيان المغرب ١ / ١١٦ ، والكامل ٧ / ٢٨٤.
(٧٨) البيان المغرب ١ / ١١٦.