وغضب الأمير محمد الثاني على قاضي القيروان سليمان بن عمران فصرفه وعين عبد الله بن احمد بن طالب أحد كبار فقهاء المالكية ، الا انه ما لبث بعد مدة ان عزله واعاد القاضي السابق الى منصبه. وحلت في أيامه في سنة ٢٦٠ مجاعة عامة بالمشرق والمغرب مع وباء الطاعون (١). وممن توفى بالوباء المذكور عالم افريقية وفقيهها محمد بن ابراهيم بن عبدوس الذي دون المجموعة في الفقه المالكي (٢).
أما في صقلية فقد تميز عهد الامير محمد الثاني باشتداد الحرب وتواصلها ، وانها كانت سجالا بين العرب والروم. اذ كان الروم قد استردوا بعض المدن والحصون التي كان العرب قد استولوا عليها. مما دفع الجيش العربي هناك الى محاولة استعادتها. فقد غزا خفاجة بن سفيان في سنة ٢٥١ ه مدينة قصريانة ، ثم قصد سرقوسة وقاتل حاميتها ورجع عنها. ثم بعث ابنه محمدا في حملة استطاعت ان تقتل ألف فارس من الروم ، وعرفت حملته هذه بسرية الألف فارس.
وتكررت حملات خفاجة في السنوات التالية على المدن الرئيسة التي بيد الروم مثل سرقوسة وقصريانة وطرمين. ولعل أهمها حربه مع القائد الذي ارسلته القسطنطينية على رأس جيش للدفاع عن سرقوسة ، فانهزم القائد الرومي بعد قتال شديد ، وقتل الاف من أصحابه. وقد اصاب الجيش العربي منهم سلاحا وخيلا ومغانم أخرى كثيرة (٣).
__________________
(٦٧) البيان المغرب ١ / ١١٦.
(٦٨) نفس المصدر ، والكامل ٧ / ٢٧٣.
(٦٩) البيان المغرب ١ / ١١٤.
(٧٠) الكامل ٧ / ١٠٧.