وبخاصة سرقوسة. وكانت حملاته غزوات تكسب الغنائم وتعود دون ان تستولي على ما تهاجمه من القلاع والمدن. الا انه تمكن في احدى حملاته ان يستولي على مدينة نوطس وهي من المدن الكبيرة في الجزيرة ، وتقع في أقصى الجنوب الشرقي منها على مقربة من الساحل. وكان بعض أهلها اخبر العرب بموضع دخلو منه الى المدينة ، فغنموا منها أموالا جليلة (١).
كان الأمير زيادة الله الثاني حليما جوادا ، حسن السيرة ، ذا رأى وشجاعة ، الا ان أيامه لم تطل. فقد توفى في ليلة السبت لعشر بقين من ذي القعدة سنة ٢٥٠ ه (٢) ، وكانت ولايته سنة واحدة وبضعة أيام.
٧ ـ محمد الثاني :
تولى أبو عبد الله محمد الثاني بن احمد الأول الامارة بعد وفاة عمه زيادة الله الثاني ، ولقب بابي الغرانيق لولعه بصيدها ، حتى انه بني قصرا يخرج اليه لصيدها ، انفق عليه ثلاثين ألف مثقال من الذهب (٣). وكان كريما الى حد الاسراف ولم تكن له همة في جمع المال ، ولما مات لم يترك خلفه في بيت المال شيئا (٤). كما كان حسن السيرة ، عادلا في الرعية. وفي عهده بنى جامع المعافري بالتيروان. وقد شيده محمد بن حمدون الاندلسي المعافري في سنة ٢٥٢ ه فنسب اليه. وبناه بالآجر والجص والرخام وبنى فيه جبايا للماء (٥).
__________________
(٦٢) الكامل ٧ / ١٠٦.
(٦٣) البيان المغرب ١ / ١١٤ ، والكامل ٧ / ١٣٥.
(٦٤) البيان المغرب ١ / ١١٤.
(٦٥) البيان المغرب ١ / ١١٤.
(٦٦) نفس المصدر.