مطاردة الروم واجلائهم عنها. وكان في بعض حملاته قد غزا أرض قلورية وانكبردة واسكنها المسلمين (١).
وعند توفى العباس بن الفضل اجتمع اهل صقلية على تولية ابنه عبد الله مكانه ، وعرضوا الامر على الأمير أحمد في القيروان. فاستمر عبد الله بارسال السرايا واستولى على عدة حصون. الا ان الامير أحمد بعث خفاجة بن سفيان عاملا على الجزيرة. وأول عمل قام به خفاجة انه سير حملة يقودها ابنه محمود لمهاجمة سرقوسة ، فتغلب على بعض حصونها وغنم ما فيها. كما تمكنت احدى السرايا التي بعث بها خفاجة من الاستيلاء على مدينة توطس بعد حصارها مدة قصيرة (٢).
توفى الامير أبو ابراهيم يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من ذي القعدة سنة ٢٤٩ (٣). وكانت مدة امارته سبع سنوات وعشر اشهر ونصف الشهر.
٦ ـ زيادة الله الثاني :
ولي الامارة بعد وفاة الأمير أحمد أخوه أبو محمد زيادة الله بن محمد بن الأغلب وكان يعاصر الخليفة المستعين بالله. وأول عمل قام به انه أقر خفاجة بن سفيان على ولايته على صقلية وخلع عليه لما لمسه من تفانيه في الجهاد ، وانشغاله المستمر في حرب الروم واجلائهم عن أراضي الجزيرة. وقد واصل خفاجة في عهد زيادة الله الثاني هجماته على القلاع والمدن التي ما زالت في حوزة الروم
__________________
(٥٩) نفس المصدر ، وارض قلورية هي القسم الغربي من جنوبي شبه جزيرة ايطاليا وتدعى اليوم (كلابريا) أما انكبردة فهي ما يدعى اليوم بالجبل الاسود وتقع على الساحل الشرقي لبحر الادرياتيك.
(٦٠) الكامل ٧ / ١٠٦.
(٦١) الكامل ٧ / ١٢٥.