والمساكين (١). وقد ولى القضاء بافريقية أبا الربيع سليمان بن عمران بن أبي هاشم الملقب بخروفة.
أما فيما يتعلق بصقلية فقد استمر الامير أحمد في سياسة اسلافه في فتح مدنها وحصونها. فقد أرسل العباس بن الفضل عامله عليها عدة حملات للاستيلاء على مدينة قصريانة ، كانت آخرها حملته عليها في سنة ٢٤٢ ه حيث استطاع فتحها بعد أن قضى على الجيش الرومي المدافع عنها. وقد ساعد على فتحها أحد أسرى الروم الذي نصح القائد العربي بمهاجمة المدينة في مدة اشتداد البرد وتراكم الثلوج وانحباس الناس في بيوتهم ، فتمكنت ثلة من الجند من الوصول الى سور المدينة فدلهم الأسير على فتحة صغيرة فيه يدخل منها الماء الى المدينة ، فدخلوا منها وفتحوا الابواب. فدخلها العباس صبيحة يوم الخمسين منتصف شهر شوال بجيشه. وبعد قتال عنيف تغلبوا على من كان فيها من جيش الروم ، وأصابوا من الغنائم ما يعجز الوصف عنه (٢). وبني العباس في المدينة مسجدا في يومه ونصب فيه منبرا خطب عليه الخطيب في يوم الجمعة (٣).
وفي سنة ٢٤٦ ه نكثت بعض القلاع التي سبق ان هادنت العرب مثل قلعة البلوط وقلعة ابلاطنوا وقلعة أبي ثور ، فبعث العباس بعض السرايا لتأديبها. ثم انصرف الى تعمير مدينة قصريانة وتحصينها وشحنها بالعساكر (٤). وسار العباس في السنة التالية الى سر قوسة الا انه اعتل في الطريق ووافته المنية في أوائل رجب ، وقد دامت ولايته على جزيرة صقلية احدى عشرة سنة قضاها في
__________________
(٥٥) نفس المصدر ١ / ١١٢.
(٥٦) الكامل ٧ / ٦٢ ـ ٦٣.
(٥٧) نفس المصدر ٧ / ٦٣.
(٥٨) نفس المصدر ٧ / ٦٤.