واستطاع الاستيلاء على المدينة التي اضطر أهلها على تسليمها بعد أن أمنهم الفضل على أنفسهم وأموالهم (١).
ولما مات عامل صقلية محمد بن عبد الله بن الأغلب في سنة ٢٣٦ ه اجتمعت كلمة العرب فيها على تولية العباس بن الفضل ، وكتبوا بذلك الى الأمير محمد فأقر العباس عاملا على الجزيرة وبعث اليه بعهده (٢). وكان العباس قبل أن يصله العهد بتعيينه يغير ويرسل السرايا لمهاجمة الحصون والقلاع التي لا تزال بيد الروم. فلما تم تعيينه جاهد كثيرا وغزا طويلا ، وكانت له مع الروم مواقف هزمهم فيها واذلهم (٣). فقد خرج في العام التالي لتعيينه على رأس حملة فبلغ مدينة بثيرة وهي من مدن الجزيرة المهمة تقع الى الشرق من قصريانة ، وحاصرها خمسة أشهر ، فصالحه أهلها على خمسة آلاف رأس ، وكان في حملته هذه قد خرب عددا من الحصون وغنم كثيرا من الاموال (٤).
توفى الأمير أبو العباس الأغلبي في أوائل المحرم سنة ٢٤٢ ه وله من العمر ست وثلاثون سنة (٥). وكانت مدة ولايته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وعدة أيام.
٥ ـ أبو ابراهيم أحمد بن محمد بن الاغلب :
ولي الامارة بعد أبيه وهو ابن عشرين سنة وكان حسن السيرة ، كريم الأخلاق والأفعال ، ومن أجود الناس وأسمحهم ، وأرفقهم بالرعية مع تدين واجتناب للظلم. وقد أحسن السيرة مع الرعية
__________________
(٤٦) الكامل ٧ / ٦.
(٤٧) نفس المصدر ٧ / ٦٠.
(٤٨) البيان المغرب ١ / ١١١.
(٤٩) الكامل ٧ / ٦٠ ـ ٦١.
(٥٠) البيان المغرب ١ / ١١٢.