بسامرا ، قساله عن بلاد بابك فاعلمه بطرقها ووجوه الحرب فيها (١).
على ان بابك ، رغم هذه الخسائر ، كان يحتفظ بالقسم الاكبر من جيشه في منطقة اران ، بحيث يستطيع أن يزج به في ميدان المعركة لمواجهة الجيش الذي يوجهه الخليفة لحربه.
توجيه الأفشين لحرب بابك :
عقد المعتصم بالله في أوائل جمادي الآخرة سنة ٢٢٠ ه لأكبر قواده الافشين حيدر بن كاوس ، الأمارة على الجبال ووجه به لحرب بابك (٢). فنزل في برزند من نواحي تفليس ، وعسكر بها. ووزع قواده وامرهم باصلاح الحصون ، وحفر الخنادق ، بحيث امن سلامة تموين جيشه ، ثم الحق به الخليفة عددا من القواد الاخرين. وقد استطاعت حملة الافشين ان تلحق عددا من الهزائم بجيوش بابك وتكبدها خسائر جسيمة في الرجال في عدة معارك. ومما ساعد الافشين على الاحتفاظ بانتصاراته ومطاردة الخرمية ، الامدادات المستمرة من الجند والأموال التي كان الخليفة يبعث بها بصورة متلاحقة. فقد بعث اليه بعد أن أخذت جيوشه مواقعها ، بغا الكبير ومعه مال للجند وللنفقات الاخرى كما وجه اليه في سنة ٢٢٢ ه مددا من الجند يقوده القائد جعفر الخياط. وبعث اليه مع القائد ايتاخ ثلاثين ألف ألف درهم ، فاوصلها اليه وعاد.
وكان الافشين يحسن معاملة جواسيس بابك عندما يقعون في يده ويجزل عطاءهم ، ويحصل منهم على معلومات عن العدو من حيث مواضعه وعدد قواته ، وتحصيناته ومكامنه. كما استطاع ان يدفع
__________________
(٤٤) الطبري ٩ / ١٢.
(٤٥) نفس المصدر / ١١.