الذي تمكن من سحقهم ، وقتل منهم مقتلة عظيمة (١). ويقدر الطبري عدد من قتل من الخرمية بستين آلفا ، ثم يعود فيقول انه قتل منهم نحوا من مائة ألف سوى النساء والصبيان (٢). ويقال ان الخرمية كانوا تواعدوا الى موضع علم به اسحاق فكمن لهم فيه ، وكل من جاء منهم قتل وحزت اذنه ، حتى انه وجه الى الخليفه بستين الف اذن (٣). وقد مدح ابو تمام الطائي اسحاق المصعبى واشاد بايقاعه باتباع بابك بقصيدة جاء فيها قوله (٤).
لاسحاق بن ابراهيم كف |
|
كفت عافية نوء المررمين |
ومجد لم يدعه الجود حتى |
|
اقام مناوئا للفرقدين |
ازلت الشك عنهم يوم رانت |
|
ضلالتهم عليهم اي رين |
لقيتهم بحلاب المنايا |
|
بعيد الرز نائى الحجرتين |
فاضحوا بعد عز واختيال |
|
وهم عبر لأهل المشرقين |
رددت الدين وهو قرير عين |
|
بها والكفر وهو سخين عين |
وطارد اسحاق فلول المنهزمين حتى حدود بلاد الروم حيث التجا قسم منهم اليها. وكان لهذه الهزيمة التي حلت بالخرمية في همذان تاثير كبير في اضعاف شأنهم في اقليم الجبال. وتضييق رقعة انتشارهم بحيث حصروا في اقليم اذربيجان وما حوله. وكانت نكسة ثالثة حلت ببابك ، فقد نزل أحد قواده مع اتباعه في قلعة الشاهي الحصينة ، وكان صاحبها محمد بن البعيث مصالحا للخرمية ، الا انه فتك باتباع القائد وأسره وبعث به الى الخليفة
__________________
(٤٠) نفس المصدر ، والطبري ٨ / ٦٦٧ ـ ٦٦٨.
(٤١) الطبري ٩ / ٨.
(٤٢) ديوان ابي تمام ٣ / ٢٩٧.
(٤٣) كامل القصيدة في ديوان ابي تمام ٣ / ٢٩٧ ـ ٣٠٧.