بهم ووثوبهم بالأمراء قبله وخلافهم على أبيه (١). وقد بلغ من شدة قسوته عليهم انه عند ما شيع الجيش الذي وجهه الى قتال المنصور الطنبذي في تونس هدد القائد الأغلب بن عبد الله المعروف بغلبون وجنده بالقتل اذا حلت بهم الهزيمة. مما جعل أكثر الجند ينقمون عليه وينضمون الى عدوه (٢). وكانت خروج الطنبذي بتونس أهم الفتن التي قامت في عهده. وقد استطاع الطنبذي في أول الأمر ان يهزم عدة حملات وجهت اليه ، حتى انه زحف على القيروان. الا انه بعد عدة معارك هزم وتفرق اتباعه. وكان أهل القيروان قد رحبوا بالطنبذي للتخلص من جور زيادة الله الا انه عند ما تمت له الغلبة على الطنبذي صفح عنهم وجعل عقوبتهم هدم سور القيروان حتى الصقه بالأرض (٣). وبقيت المدينة بلا سور حتى اعاد بناءه المعز بن باديس بن منصور الصنهاجي في سنة ٤٤٤ ه (٤). وكذلك هدم سور مدينة تونس لأن أهلها أيدوا ثورة الطنبذي. وكان عليها سور من اللبن والطين عدا القسم المواجه للبحر فكان من الحجارة (٥). كما تعرضت تونس مرة أخرى لانتقام زيادة الله عند ما التجأ اليها فضل بن ابي العنبر فقتل كثيرا من أهلها وشرد آخرين منهم ، ثم عاد وأمن الهاربين فعادوا اليها (٦).
فقد قامت في سنة ٢١٨ ه فتنة أخرى في تونس تزعمها فضل بن ابي العنبر واستطاع ان يصد جيشا لزيادة الله. الا ان الجيش الآخر الذي وجه اليه بقيادة ابي فهر محمد بن عبد الله بن الأغلب
__________________
(٨) البيان المغرب ١ / ٩٦.
(٩) الكامل ٦ / ٣٣١.
(١٠) البيان المغرب ١ / ١٠٠.
(١١) المغرب للبكري / ٢٥.
(١٢) كتاب البلدان / ٣٤٨ ـ ٣٤٩.
(١٣) الكامل ٦ / ٤٤٠.