وقد عهد اليه أبو جعفر المنصور بولاية أفريقية في سنة ١٤٨ ه ، وقتل في شعبان سنة ١٥٠ ه لما خرج عليه الحسن بن حرب الكندي (١).
وحكم الامارة من أسرة بني الأغلب أحد عشر أميرا دامت امارتهم مائة واثنتي عشرة سنة (١٨٤ ـ ٢٩٦ ه) وكان اخرهم أبو نصر زيادة الله الثالث الذي فر لما دخل أبو عبد الله الشيعي قائد جيش الفاطميين مدينة رقادة في رجب سنة ٢٩٦ ه. وما لبث أبو نصر ان مات في مدينة الرملة وهو في طريقه الى القدس في سنة ٢٩٩ ه (٢).
وعاصر خلفاء سامرا من بني الأغلب سبعة امراء أولهم أبو محمد زيادة الله الذي كان على الامارة عند تولي المعتصم بالله الخلافة. ولسوف يقتصر بحثنا على مدة حكم هؤلاء الامراء فقط.
٢ ـ زيادة الله الأول :
أبو محمد زيادة الله بن ابراهيم ، وهو الثالث من أمرائهم. تولى الامارة في سنة ٢٠١ ه بعد أخيه أبي العباس عبد الله بن ابراهيم. وعند ما نشب الخلاف بين الخليفة محمد الأمين وأخيه المأمون وبايع بنو العباس ابراهيم بن المهدي بالخلافة ببغداد ، ثبت زيادة الله على ولائه للمأمون والدعاء له. فلما انتصر المأمون شكر لزيادة الله فعله فأقره على ولايته ومنحه مزيدا من تأييده (٣).
قامت على عهد زيادة الله عدة اضطرابات لقسوته وجوره وسوء ادارته. وقد اساء السيرة في الجند وسفك فيهم الدماء لسوء ظنه
__________________
(٥) البيان المغرب ١ / ٧٥.
(٦) المختصر في اخبار البشر ٢ / ٦٣.
(٧) الاعلام ٣ / ٩٣.