وقد تم هذا الفداء في صفر من سنة ٢٤٦ ، وقيل انه تم في جمادي الأولى ، وذلك على يد الأمير علي بن يحى الارمني. وكان عدد من فودي بهم ألفين وثلاثمائة وسبعة وستين شخصا. ويسمى المسعودي هذا الفداء ، فداء نصر بن الأزهر وعلي بن يحيى الأرمني ، ويقول انه تم في مستهل صفر ، وهو يتفق في عدد من فودي بهم مع ما ذكره الطبري ، ويضيف ان الفداء تم في سبعة أيام وان من فودي بهم كانوا من الذكور والاناث (١). وما ذكره المقريزي عن هذا الفداء يطابق رواية المسعودي (٢). ويقتصر ابن الاثير في ذكر هذا الفداء على انه تم في سنة ٢٤٦ ه على يد علي بن يحيى الأرمني ، ويتفق مع الطبري والمسعودي في عدد من فودي بهم (٣).
ويشير المسعودي الى ما يقال عن فدائين آخرين تما في عهد الخلفاء العباسيين في سامرا ، أحدهما في سنة ٢٥٣ ه في أيام المعتز بالله على يد شفيع الخادم. والآخر في أيام المعتمد على الله في رمضان سنة ٢٥٨ ه على يد شفيع ومحمد بن علي. وهو يشكك في حدوثهما بقوله : لم نجد لهما حقيقة ولا اشتهر أمرهما ولا استفاض خبرهما ، وان الصحيح المعول عليه ما كان قد ذكره (٤). ومن الجدير بالذكر ان الطبري وابن الاثير لا يذكران شيئا عن الفدائين المذكورين اللذين نفى المسعودي حصولهما في عهد سامرا.
__________________
(٢٤) التنبيه والاشراف / ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٢٥) الخطط المقريزية ٢ / ١٩١.
(٢٦) الكامل ٧ / ٩٣.
(٢٧) التنبيه والاشراف / ١٦٣ و ١٦٦ ـ ١٦٧ على التوالي.