بلادها ، ومن ابى قتلته ، وذكر انها قتلت اثني عشر ألفا لانهم رفضوا الدخول في النصرانية.
وكتب الخليفة الى عمال الثغور الشامية والجزرية ان خادمه شنيفا قد فاوض الروم واتفق معهم على هدنة أمدها ثلاثة أشهر ليقوم كل من الطرفين يجمع الاسرى الذين لديه. وعند ما انتهت المدة اجتمع الطرفان على نهر اللامس أيضا في الثاني عشر من شوال ، وتم الفداء بينهما. وكان عدد من فودي به من الاسرى العرب خمسا وسبعين وثمانمائة انسان ، منهم خمس وعشرون ومائة امرأة (١). ولا يختلف ما ذكره ابن الاثير عن هذا الفداء عما جاء في الطبري سوى قوله ان الملكة تيودورة ارسلت تطلب المفاداة بمن بقي من أسرى العرب بعد ان قتلت من لم يدخل في النصرانية منهم ، وان قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي طلب ان يحضر عملية الفداء فأذن له (٢).
أما المسعودي فانه لا يذكر موضوع عرض النصرانية على المسلمين وقتل من لم يتنصر منهم ، كما انه يختلف في عدد من فودي به من الاسرى العرب ، ويقول كان عددهم مائتين وألفين من الرجال ومائتين من النساء ، كما يذكر انه كان في الاسرى بعض النصارى المأسورين من دار الاسلام بلغ عددهم مائة رجل ونيف ، فعرضوا مكانهم عدة اعلاج لأن الفداء لا يقع على نصراني (٣). ويؤيد المقريزي ما ذكره المسعودي (٤) ، واحسب انه نقله عنه.
وذكر اليعقوبي هذا الفداء باختصار ، فلم يذكر عدد من فودي به من أسرى العرب ، كما انه لم يشر الى الاسرى من النصارى. فهو
__________________
(١٧) الطبري ٩ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.
(١٨) الكامل ٧ / ٧٦.
(١٩) التنبيه والاشراف / ١٦٢.
(٢٠) الخطط المقريزية ٢ / ١٩١.