اليعقوبي ، وبين أربعة آلاف وستمائة انسان بما فيهم من أهل الذمة على ما جاء في تاريخ الطبري والتنبيه والاشراف وتجارب الامم والكامل (١). ويبدو ان اليعقوبي متحفظ جدا في تقدير عدد من تم افتداؤهم ، لا سيما اذا أخذنا بنظر الاعتبار عدد من احصي من أسرى العرب في بلاد الروم قبل عملية الفداء. ويقدر ابن خلدون عدد الذين فودي بهم من العرب باربعة آلاف وأربعة وستين ، والنساء والصبيان بثمانمائة ، واهل الذمة بمائة (٢). ويقول الطبري ان خاقان الخادم استفرغ جميع من كان في بلد الروم من الاسرى العرب ممن علم موضعه ، وانه أعطى صاحب الروم ممن كان قد فضل في يده من أسرى الروم مائة نفس ، ليكون عليهم الفضل استظهارا مكان من يخشى أن يأسروه من المسلمين الى انقضاء المدة ، ورد الباقين الى طرسوس فباعهم (٣).
٢ ـ فداء سنة ٢٤١ :
يعتبر هذا الفداء الرابع حسب ما يقول المسعودي. ويفهم مما جاء في الطبري عنه ان الملكة تيودورة الوصية على ابنها ميخائيل الثالث ، وجهت في هذه السنة الى الخليفة المتوكل على الله أحد رجالها المدعو قرياقس تطلب مفاداة من في أيدي الروم من أسرى العرب. فوجه المتوكل على الله في شعبان نصر بن الازهر بن المفرج المعروف بالشيعي ، ليعرف عدد الاسرى في بلاد الروم ، لكي يتدبر امر مفاداتهم. ويقال ان تيودورة ، بعد خروج نصر من بلادها ، أمرت بعرض النصرانية على أسرى المسلمين فمن تنصر منهم بقي في
__________________
(١٤) الطبري ٩ / ١٤٣ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٢ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٣٢ ، والتنبيه والاشراف / ١٦١ ، والكامل ٧ / ٢٤.
(١٥) تاريخ ابن خلدون ٣ / ٥٧٧ ـ ٥٧٨.
(١٦) الطبري ٩ / ١٤٣ ـ ١٤٤.