بسبعة آلاف رامح سوى من ليس معه رمح (١). ويظهر ان تقديره لا يخلو من المبالغة ، اذ يقدر الطبري عدد الحاضرين بأربعة آلاف فارس وراجل (٢). فخاف الروم لقلتهم وكثرة العرب ، فأمنهم خاقان الخادم وضرب لهم أربعين يوما هدنة لا يقوم العرب خلالها بغزوهم ، حتى تتسنى لهم العودة الى بلادهم (٣).
وتمت عملية المفاداة على نهر اللامس على بعد مرحلتين من طرسوس. وكان النهر يفصل بين الطرفين ، فوقف العرب من جانبه الشرقي ، والروم من الجانب الغربي. وكان العرب يطلقون الأسير من الروم ، فيطلق الروم أسيرا من العرب ، فيلتقيان في وسط النهر وكان مخاضة يعبره الاسرى. وقيل كان على النهر جسر ، كما قيل كان عليه جسران احدهما للعرب والآخر للروم. فيأتي كل منهم الى أصحابه فاذا وصل الأسير العربي كبر العرب ، واذا وصل الاسير الرومي استقبله الروم بالصياح ، حتى فرغوا من الفداء (٤). ويقول ياقوت الحموي ان اللامس قرية على شاطيء بحر الروم من ناحية طرسوس ، كان فيها الفداء بين العرب والروم ، يقدم الروم في البحر فيكونون في سفنهم ، والعرب في البر ، فيتم الفداء ، ويؤيده ابن حوقل في ذلك (٥).
استغرقت عملية الفداء بين العرب والروم أربعة أيام (٦). أما عدد من فودي بهم من الاسرى العرب ومن كان معهم من أهل الذمة ، فقد تراوح بين خمسمائة رجل وسبعمائة امرأة على ما ذكره
__________________
(٨) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٢.
(٩) الطبري ٩ / ١٤٣.
(١٠) الطبري ٩ / ١٤٤.
(١١) الطبري ٩ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٣٣ ، والكامل ٧ / ٢٤.
(١٢) معجم البلدان ٥ / ٨ ، وصورة الارض / ١٨٣.
(١٣) الطبري ٩ / ١٤٤ ، والتنبيه والاشراف / ١٦١ ، وفيه انها استغرقت عشرة أيام.