وكان قد جرى في هذه السنة ، أي ٢٤١ ه ، فداء بين العرب والروم ، وعند ما انتهت مدة هدنة الفداء هاجم الروم في السنة التالية ثغر شمشاط (١) ، بعد خروج علي بن يحي من الصائفة وتقدموا حتى قاربوا مدينة آمد. وكان دخولهم من ناحية أبرق شمالي ملطية ، ثم اتجهوا الى الثغور الجزرية فانتهبوا عدة قرى وأسروا نحو عشرة آلاف رجل. فتبعهم عمر بن عبد الله الأقطع ومعه عدد كبير من المتطوعين فلم يلحقوا بهم ، لأنهم كانوا قد انصرفوا الى بلادهم ، فأمر الخليفة المتوكل على الله علي بن يحي ان يسير الى بلادهم شاتيا (٢).
وحينما كان المتوكل على الله في دمشق في سنة ٢٤٤ ه وجه القائد بغا لغزو الروم ، فغزا الصائفة وافتتح صملة وعاد غانما (٣). كما خرج علي بن يحى لغزو الصائفة في السنة التالية ، الا ان الروم كانوا بنفس الوقت قد أغاروا على سميساط فقتلوا وسبوا نحوا من خمسمائة انسان. وبعث ملك الروم الى أهل حصن لؤلؤة بطريقا يقال له لغثيط (٤) ، يضمن لكل رجل منهم ألف دينار اذا ما سلموه الحصن ، فقبضوا عليه وسلموه الى القائد التركي بلكاجور فحمله الى أمير الثغور علي بن يحى ، فبعث به الى الخليفة ، وكتب ملك الروم يبذل مكانه ألف رجل من أسرى العرب (٥).
وشهدت سنة ٢٤٦ ه عدة غزوات عربية قام بها عدد من القواد. فقد غزا عمر بن عبد الله الأقطع الصائفة وعاد بسبعة آلاف أسير (٦). وغزا قربياس وعاد بخمسة آلاف أسير ، وغزا الفضل بن
__________________
(٥٠) الطبري ٩ / ٢٠٧ ، والكامل ٧ / ٨١ وفيه انهم هاجموا سميساط.
(٥١) الطبري ٩ / ٢٠٧ ، والكامل ٧ / ٨١.
(٥٢) الطبري ٩ / ٢٠٩.
(٥٣) يقول ابن حوقل ان اللغثيط هو الوزير ـ صورة الارض / ١٧٨.
(٥٤) الطبري ٩ / ٢١٨ ، والكامل ٧ / ٨٩.
(٥٥) في الكامل سبعة عشر ألفا.