٣ ـ رجوع الواثق بالله عن القول بخلق القرآن :
تدل حركة احمد بن نصر بشكل واضح على قوة مناهضي الاعتزال من الفقهاء رغم تشدد ثلاثة من الخلفاء في قرضه. ويقال ان الخليفة الواثق بالله رجع عن القول بخلق القرآن قبل موته (١). ويروي المسعودي سبب رجوعه كما رواه ابنه محمد المهتدى بالله الذي قال ما خلاصته انه أقدم على الواثق بالله بشيخ من أهل الفقه والحديث من أهل أذنة من الثغر الشامي مقيد ... فقال له : يا شيخ أجب أبا عبد الله أحمد بن ابي دواد فيما يسألك عنه. فقال : يا أمير المؤمنين ، أحمد يقل عن المناظرة .. أتأذن لي في كلامه؟ فأذن له ، فأقبل الشيخ على ابن ابي دواد وقال له : مقالتك هذه التي دعوت الناس اليها من القول بخلق القرآن ، داخلة في الدين بحيث لا يكون تاما الا بالقول بها؟ قال : نعم. قال الشيخ : رسول الله صلىاللهعليهوسلم [دع الناس اليها أو تركهم؟ قال : تركهم. فقال : فعلمها أو لم يعلمها؟ قال : علمها. قال : فلم دعوت الناس الى ما لم يدعهم اليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وتركهم منه؟ فأمسك أحمد ... فصرف الرجل وجهه الى الواثق بالله وقال : يا أمير المؤمنين ، اذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ولاصحابه فلا وسع الله علينا. فقال الواثق بالله : نعم لا وسع الله علينا ان لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله] صلىاللهعليهوسلم .. ثم قال الواثق بالله : اقطعوا قيده .. وأمر له بجائزة .. واحسب ان الواثق بالله رجع عنها منذ ذلك الوقت (٢).
__________________
(٢٣) تأريخ الخلفاء / ٣٤١.
(٢٤) في تأريخ بغداد ١٠ / ٧٥ ، وتأريخ الخلفاء / ٣٤٢ هو ابو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الاذرمي شيخ أبي داود والنسائي. مفصل الخبر في مروج الذهب ٤ / ١٩٠ ـ ١٩٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٩ ، وجاء الخبر فيه بثلاث روايات ـ وتاريخ بغداد ٤ / ١٥١ ـ ١٥٢.