٨ ـ خروج علي بن زيد العلوي :
يظهر مما جاء في الطبري ومروج الذهب والكامل ان علي ابن زيد الحسني حاول في اواخر خلافة المعتز بالله الخروج بمعاونة طالبي آخر هو عيسى بن جعفر العلوي فخرجا فى سنة سنة ٢٥٥ ه وقتلا عاملها عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى فوجه الخليفة اليهما القائد سعيد بن صالح المعروف بسعيد الحاجب في جيش كبير ، فانهزم العلويان لتفرق اصحابهما عنهما (١). وبعد فشلهما انفرد علي بن زيد بالخروج في السنة التالية ، في اواخر خلافة المهتدى بالله. فظهر في الكوفة ايضا واستطاع ان يطرد واليها عنها وان يستولي عليها. فتوجه اليه القائد الشاه بن ميكال على رأس جيش كثيف ، الا ان علي بن زيد استطاع ان يهزمه ويقتل كثيرا من افراده (٢). مما قوى مركزه في الكوفة وما حولها.
وعند ما تولى المعتمد على الله الخلافة ارسل القائد كنجور التركي الى محاربة العلوي وامره ان يدعوه الى الطاعة ويبذل له الأمان قبل مبادرته بالقتال. فسار اليه كنجور ونزل في موضع يقرب من الكوفة يسمى شاهي ، وارسل الى علي بن زيد يبذل له الأمان اذا ما استسلم واعلن طاعته. فاشترط علي شروطا لم يقبلها كنجور. ولما رأى علي بن زيد كثافة الجيش الذي جاء لمحاربته ، تنحى عن الكوفة الى القادسية فعسكر فيها باصحابه ومناصريه ، فدخل كنجور مدينة الكوفة.
__________________
(٧٢) الطبري ٩ / ٣٨٨ ، ومروج الذهب ٤ / ١٨٠ ، والكامل ٧ / ٢١٦.
(٧٣) الطبري ٩ / ٤٧٤ ، والكامل ٧ / ٢٣٩.