اوغل علي بن زيد في البادية ودخل اراضي بني اسد وكان قد صاهرهم ، فارسل كنجور خلفه جيشا يتعقبه ، فتوارى علي عن الانظار ، وبذلك انتهت فتنته. ويقول ابو الفرج ان اتباع علي بن زيد كانوا قليلي العدد ، فلما هاجمه جيش كنجور ، قال لأتباعه «ان القوم لا يريدون غيري ، فاذهبوا انتم في حل من بيعتي» (١). فرفض اتباعه التخلي عنه رغم جزعهم وخوفهم من الجيش الكبير المحيط بهم ، فحاول علي ان يثير حماسهم فانتضى سيفه وحمل على الجيش ، فتشجع اتباعه وحملوا معه فهزموا جيش منكجور. ولكن رغم انتصار علي فقد تخاذل اصحابه من الكوفة وخذلوه خوفا لما لحقهم من الاذى ، وما اصاب مدينتهم من الحرق والتدمير عند ما ايدوا يحيى بن عمر ، فاضطر علي على الهرب والاختفاء.
٩ ـ وثوب محمد وعلي ابني الحسين بن جعفر :
دخل الأخوان محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين المدينة المنورة في سنة ٢٧١ ه ، فقتلا جماعة من اهلها ، واخذ اموال الناس. فذعر اهل المدينة طيلة مقام الأخوين فيها ، ولم يصلوا في مسجد الرسول صلىاللهعليهوسلم اربع جمع ، لا جمعة ولا جماعة (٢). ولا تعرف
__________________
(٧٤) مقاتل الطالبيين / ٦٧٥.
(٧٥ و ٧٦) الطبري ١٠ / ٧ ، والكامل ٧ / ٤١٣ وفيه اسم الشاعر الفضل بن العباس العلوي ، وفي البيت الثالث (امسى) بدلا من (اضحى) ولا ذكر للبيت الأخير.