حملة الى مدينة الري فطردت عاملها واستولت عليها فأستخلف الحسن احد الطالبيين عليها ، يقال له محمد بن جعفر. وبذلك اجتمعت للحسن بن زيد مع طبرستان الري الى حد همذان.
ولما بلغ خبر استفحال امر الحسن بن زيد الخليفة المستعين بالله ارسل القائد اسماعيل بن فراشة على رأس جيش الى همذان وامره بالقيام بها والدفاع عنها ، اما ما وراء ذلك فقد ترك امر الدفاع عنه لمحمد بن طاهر وعماله (١). وكان محمد بن طاهر قد اغتنم فرصة وثوب اهل الري بمحمد بن جعفر الطالبي لسوء سيرته فيهم ، فوجه اليها جيشا يقوده محمد بن ميكال فأستطاع ان يأسر الطالبي ويهزم اتباعه ويسترجع المدينة. وحمل محمد بن جعفر الى نيسابور فسجنه محمد بن عبد الله بن طاهر فمات في محبسه (٢). الا ان الحسن بن زيد جرد حملة اخرى على رأسها احد قواده المسمى واجن ، فهاجم ابن ميكال الذي قتل في المعركة فصارت الري ثانية الى الحسن بن زيد.
وقد استطاع سليمان بن عبد الله ان يجمع جيشا كثيفا في جرجان ، وهاجم في سنة ٢٥١ ه طبرستان واضطر الحسن بن زيد على ان يتنحى عنها ويلحق بالديلم. فدخل سليمان الري واسترجع كذلك مدينتي سارية وآمل. وكتب الى ابن اخيه محمد بن طاهر بدخوله طبرستان وهزيمة الحسن بن زيد واسترجاع سارية وآمل ، فابلغ ابن طاهر الخليفة المستعين بالله بذلك ، فقرىء كتابه ببغداد (٣). ولكن الحسن بن زيد ما لبث بعد مدة ان لم شمل
__________________
(٤٢) الطبري ٩ / ٢٧٥.
(٤٣) مروج الذهب ٤ / ١٥٣.
(٤٤) الطبري ٩ / ٣٠٧.