ولكي يعزز هؤلاء مركزهم ارسلوا الى رجل من الطالبيين المقيمين بطبرستان يقال له محمد بن ابراهيم يدعونه الى البيعة له ليتولى رئاستهم وقيادتهم فأبى ذلك وامتنع عليهم. الا انه دلهم على طالبي آخر وقال لهم انه يصلح للرئاسة. وكان ذلك الطالبي هو الحسن بن زيد. فوجهوا الى الري من يدعوه الى الشخوص الى طبرستان فوافاهم الحسن بن زيد ، واجمعوا على مبايعته وقتال سليمان بن عبد الله ، وبايعه معهم رؤساء الديلم.
وكان اول اعمال الحسن بن زيد انه طرد عمال ابن اوس واولاده من تلك المناطق. فانضم اليه كثيرون من اهل جبال طبرستان وسفوحها ، فزحف باتباعه نحو مدينة آمل ، وهي حاضرة طبرستان ، فاقبل ابن اوس يريد دفعه عنها الا انه هزم ودخل الحسن واتباعه المدينة. وباحراز الحسن هذا النصر كثف جيشه وغلظ امره. وانضم اليه كل طالب نهب ومريد فتنة من الصعاليك والحوزية وغيرهم (١). وجبى الحسن الخراج من اهل المدينة ، ونظم اتباعه ، وسار نحو مدينة سارية لمحاربة سليمان بن عبد الله واخراجه منها. فنشب القتال بين الطرفين ، واستطاع الحسن ان يهزم جيش سليمان ويدخل المدينة. فهرب سليمان الى جرجان تاركا اهله وعياله وامواله بمدينة صارية. فاستولى الحسن واتباعه على الاموال ، اما الحرم والاولاد فقد سيرهم الحسن الى سليمان بجرجان. ويقول ابن الأثير «يقال ان سليمان انهزم اختيارا لأن الطاهريين كلهم كانوا يتشيعون لآل ابي طالب ، فتأثم سليمان من قتال الحسن بن زيد» (٢). فأجتمع للحسن بن زيد بهزيمة سليمان امرة طبرستان كلها. وقد شجعه ذلك على ان يوجه
__________________
(٤٠) الطبري ٩ / ٢٧٤.
(٤١) الكامل ٧ / ١٣٢.