ابن خاقان تكفل بأمره فوافق المتوكل على الله اطلاقه على ان يجعله الفتح تحت رقابته. وان يكون مقامه بسامرا ولا يخرج الى الى الحجاز. فلم يزل بسامرا حتى مات بالجدري فى ايام المنتصر بالله. وكان يجهد في ان يؤذن له بالرجوع الى الحجاز ، فلا يجاب الى ذلك.
ويعتبر محمد بن صالح من شعراء آل ابي طالب المتقدمين. وقد عده ابو الفرج الاصبهاني من شعراء الحجاز الظرفاء ، وافرد له فصلا فى كتابه باعتبار ان له شعرا يغنى به (١). وقد قال محمد بن صالح في عبيد الله بن يحيى بن خاقان. وزير المتوكل على الله ، هجاء كثيرا ، لأنه كان لشدة انحرافه عن الطالبين يغري المتوكل على الله به ويحذره من اطلاقه. وقد هجاه في قصيدة مدح بها صديقه ابراهيم بن المدبر ، جاء فيها (٢) :
وما في آل خاقان اعتصام |
|
اذا ما عمم الخطب الكبير |
لئام الناس اثراء وفقرا |
|
واعجزهم اذا حمي القتير |
وقوم لا يزد حبهم كريم |
|
ولا تسنى لنسوتهم مهور |
وكان محمد بن صالح حلو اللسان ، ظريفا ، اديبا ، وكان في سامرا يخالط سراة الناس ووجوه البلد ، ولم يكن يفارق
__________________
(١٦) الاغاني ١٦ / ٣٦٠ ـ ٣٧٢.
(١٧) كامل القصيدة في الاغاني ١٦ / ٣٦٧ ـ ٣٦٨ ، وعن خروجه راجع مقاتل الطالبيين / ٦٠٠ ج ٦١٣.