في محمد بن القاسم يشبه قول الكيسانية في محمد بن الحنفية (١). وجاء في مقاتل الطالبيين انه رجع الى الطالقان ، وقيل انه انحدر الى واسط واختفى طيلة ايام المعتصم بالله والواثق بالله ، ثم اخذ في ايام المتوكل على الله فحبس ومات في حبسه (٢).
ومن المرجح ان نهاية محمد بن القاسم كانت القتل ، لأن خروجه على الخليفة العباسي بدعوة الامامة العلوية مما يهدد خلافته. اما الادعاء باختفائه فانه يلائم السلطة لتتخلص من تهمة قتله ، كما انه يلائم اتباعه الذين يرون فيه المهدي المنتظر الذي سيتمثل بمن سيخرج على الدولة من العلويين.
٢ ـ خروج محمد بن صالح :
رغم سياسة الشدة التي اتبعها المتوكل على الله مع العلويين فقد حاول بعضهم الخروج عليه. فقد خرج في الحجاز في ايامه ابو عبد الله محمد بن صالح بن عبد الله من احفاد الحسن بن علي ابن ابي طالب. وكان خروجه في موسم الحج في سنة ٢٤٢ ه. وكان القائد ابو الساج قد عينه المتوكل على الله فى سنة ٢٤٢ ه واليا على طريق مكة واحداث الموسم (٣). فخاف موسى بن عبد الله ، وهو عم محمد بن صالح ، على نفسه واولاده واهله فضمن لأبي الساج تسليمه. واستطاع موسى ان يقنع ابن اخيه بالتسليم ، فخرج محمد الى ابي الساج فقيده وحمله الى سامرا مع جماعة من اهله. فأمر المتوكل على الله بسجنه فيها. الا ان الفتح
__________________
(١٣) نفس المصدر / ٥٢ ـ ٥٣.
(١٤) مقاتل الطالبيين / ٥٨٧.
(١٥) الطبري ٩ / ٢١٠.