فلما بلغ المعتصم بالله قوله ، قال : ما اريد قتله ، وامر باخراجه وحبسه في بيت كان قد بنى فى البستان (١).
وقد استطاع محمد بن القاسم ان يهرب من سجنه بمساعدة بعض اتباعه. وهناك عدة روايات عن كيفية هروبه. يقول الطبري : ولما كانت ليلة الفطر واشتغل الناس بالعيد والتهنئة ، احتال للخروج من الحبس بالليل. وانه دلي اليه حبل من كوة كانت في اعلى البيت الذي حبس فيه يدخل منها الضوء. فلما اصبحوا اتوه بالطعام فافتقدوه ، وجعلوا لمن دل عليه مائة الف درهم ، الا انه لم يعرف له خبر (٢). وجاء في مقاتل الطالبيين انه هو الذي صنع الحبل من لبد كان تحته في السجن وربطه في الكوة وتدلى الى الخارج وهرب (٣). اما المسعودي فيقول ان جماعة من شيعته من الطالقان أتو ذلك البستان ، فتأتوا للخدمة فيه من غرس وزراعة واتخذوا سلالم من الحبال واللبود ونقبوا الازج واخرجوه ، فذهبوا به ، ولم يعرف له خبر(٤).
ووردت عن نهاية محمد بن القاسم روايات متعددة ايضا. فان المسعودي يقول ان هناك من يقول انه قتل بالسم ، وان كثيرا من اتباعه يزعمون انه مهدي هذه الأمة. وهو يرى أن قولهم هذا
__________________
(٩) التفصيلات في الفرج بعد الشدة ٢ / ١٧٥ ـ ١٧٩ ويبين كيفية هروبه. وفي مروج الذهب ان المعتصم بالله حبسه في ازج اتخذ في بستان ـ ٤ / ٥٢.
(١٠) الطبري ٩ / ٧ ـ ٨.
(١١) مروج الذهب ٤ / ٥٥.
(١٢) مقاتل الطالبيين / ٥٨٦.