طالب ، قد جمع جمعا ببعض النواحي ، فأمر بالقبض عليه ، فاخذ وضرب وحبس في سجن المطبق ببغداد (١).
كان امام العلويين في عهد المتوكل على الله علي بن محمد الجواد الملقب بالنقي وبالهادى ، يقيم في المدينة المنورة ، وقد عرف بالزهد والتقوى والانصراف الى العلم ، الا ان وشايات عنه وصلت الى المتوكل على الله فأمر باشخاصه الى سامرا ليكون تحت رقابته المباشرة. فبعث به والى مكة ابو العباس عبد الله بن محمد ابن داود مع يحيى بن هرثمة حتى صار الى بغداد. ولما وصلا قريبا منها ركب اسحاق بن ابراهيم المصعبي لتلقيه ، ولما رأى تشوق الناس اليه واجتماعهم لرؤيته ، انتظر حلول الليل فدخل به بغداد ، ثم وجه به في اليوم التالي الى سامرا (٢). ومما ذكره يحيى بن هرثمة عن الامام انه قال : وفي احد ايام السفر ، والسماء صاحية ركب وعليه ممطره وقد عقد ذنب دابته ، فعجبت من فعله ، فلم يكن بعد ذلك الا هنيهة حتى جاءت سحابة ونالنا من المطر امر عظيم. فالتفتت الي وقال : انا اعلم انك انكرت ما ما رأيت وتوهمت اني اعلم من الأمر ما لا تعلمه ، ليس ذلك كما ظننت ولكن نشأت بالبادية فانا اعرف الرياح التي يكون عقبها المطر ، فلما اصبحت هبت ريح شممت منها رائحة المطر فتأهبت لذلك (٣).
ويظهر ان المتوكل على الله ابقاه في سامرا ، الا انه كان يتمتع بحرية كبيرة فيلقى اصحابه ، ويحضر مجالس الخليفة. ولكن ما
__________________
(١٣) الطبري ٩ / ١٨٢ ، والكامل ٧ / ٥٣ ، وجاء سمه فيه يحيى بن عمر بن يحيى.
(١٤) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٤.
(١٥) عقيدة الشيعة / ٢١٧ عن الكافي للكليني / ٢٠٦.