التسامح واللين تجاه العلويين وتعهده اياهم ، اذ لم يخرج عليه احد منهم طيلة خلافته.
اما المتوكل على الله فقد كان شديدا فى معاملة العلويين ، مما جعل عهده ثقيل الوطأة عليهم ، على ان اسباب بغض المتوكل على الله للعلويين غير واضحة ، الا انها يمكن ان تعزى الى ما كان يغيظه ما يراه من ولاء اتباع العلويين لأئمتهم واخلاصهم لهم وتقديسهم اياهم. فقد امر بهدم قبر الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ، وهدم ما حوله من المنازل ، وان يحرث موضع القبر ويبذر ، وان يمنع الناس من اتيانه. فامتنع الناس من المصير اليه (١).
وكان اكثر منادمي المتوكل على الله ممن اشتهروا ببغض العلويين ، منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي ، وابو السمط من ولد مروان ابي حفصة من موالي بني امية ، وعمر بن فرج الرخجي. وكانوا يخوفونه منهم ويشيرون عليه بالاعراض عنهم والأساءة اليهم (٢). واحسبهم انهم كانوا يتملقونه بذلك ويستدرون عطاياه. ويقول ابو الفرج «ان عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره كان يسىء الرأي فيهم ، فحسن له القبيح في معاملتهم» (٣).
وبلغ مسامع المتوكل على الله ان احد زعماء العلويين ، وهو يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي
__________________
(٨) مقاتل الطالبيين / ٥٩٧.
(٩) الكامل ٧ / ٥٦.
(١٠) الطبري ٩ / ١٨٥ ، ومروج الذهب ٤ / ١٣٥ ، والكامل ٧ / ٥٥.
(١١) الكامل ٧ / ٥٦.
(١٢) مقاتل الطالبين / ٥٩٧.