٧ ـ انحسار نفوذ القواد الاتراك :
بعد ان تم للقواد الاتراك بزعامة القائد موسى بن بغا ، التغلب على الخليفة المهتدى بالله وقتله ، انتخبوا للخلافة احمد بن جعفر المتوكل على الله ، ولقب بالمعتمد على الله ، وقد ورث الخليفة الجديد تركة ثقيلة من المشاكل. فقد كان الوضع المالي للدولة سيئا جدا بحيث كان الخليفة عاجزا عن دفع ارزاق الجند. وذلك لاستغلال امراء الولايات وعمالها ضعف الخلافة واستئثارهم باموال الخراج ولم يوجهوا شيئا منها الى بيت المال. كما كانت ثورة الزنج قد استفحلت واصبحت تهدد الخلافة وكيان الدولة العربية ووجودها. يضاف الى ذلك اطماع امراء الولايات المستقلة ومحاولاتهم في توسيع اماراتهم على حساب الدولة. هذا الى جانب المشكلة المزمنة وهي سطوة القواد الاتراك وعبثهم بشؤون الخلافة والدولة. وكانت هذه المشاكل مما ينوء المعتمد بالله بحملها وبعجزه عن التغلب عليها ، لو لا ان قدر بان يكون اخوه الموفق طلحة الى جانبه. وقد سبق ان اشرنا الى ما كان يتمتع به الموفق من صفات قيادية واهمها الحزم والشجاعة ، مما اهله للسيطرة على شؤون الخلافة بحيث لم يترك لأخيه منها سوى الاسم.
وكان المعتمد على الله عند توليه الخلافة اناط بأخيه الموفق رئاسة الجيش. ويبدو ان ذلك كان تنفيذا لطلب الجند من سلفه المهتدى بالله أبن يصير رئاسة الجند الى احد اخوته ، او غيرهم ممن يراه من القواد على ان لا يكون من الاتراك. وبذلك اطمأن الخليفة الى ولاء الجيش ، وأمن شر الاحتكاك بقواده الاتراك. وقد استطاع الموفق ان يستفيد من الظروف المحيطة بالخلافة في ان