سامرا. وهو الذي تولى اعتقال الأفشين عند ما نقم عليه المعتصم بالله. كما قاد عدة حملات في عهد الخليفة الواثق بالله لتأديب بعض القبائل العربية. فقد وجهه لاخضاع الاعراب من بني سليم الذين اغاروا على اطراف المدينة المنورة فتغلب عليهم وقضى على تمردهم. كما انتدبه لتأديب بني نمير الذين هاجموا الحجاز واليمامة فالتقى بهم وهزمهم ، وعاد الى سامرا بعدد كبير من اسراهم.
وصار بغا من قواد المتوكل على الله البارزين. وعند ما قتل القائد يوسف الثغري في ارمينية عين الخليفة بغا واليا عليها وطلب اليه ان يثأر لدم يوسف. فاحرق تفليس وخرب عددا من الحصون. وحمل عددا من البطارقة اسرى الى سامرا.
واعاد في خلال ولايته على ارمينية واذربيجان بناء مدينة وشمكور القديمة التي خربت وهجرها اهلها ، فحصنها واسكنها قوما خرجوا اليه من الخزر مستأمنين لرغبتهم في الاسلام. ونقل اليها التجار من برذعة وسماها المتوكلية ، لتكون من الثغور العربية (١). وبذل جهودا كبيرة في اصلاح وتعمير الحصون في الثغور ، بشكل لم يكن على مثله (٢).
وعند ما قتل المتوكل على الله كان بغا الكبير في سميساط يرد الروم الذين اغاروا عليها وعلى الثغور القريبة منها. ولما مات المنتصر بالله اوكل القواد الاتراك باقتراح من احمد بن الخصيب ، الى بغا الكبير واوتامش وبغا الصغير ، وهم ابرز القواد الاتراك
__________________
(٣٧) فتوح البلدان / ٢٠٦.
(٣٨) نفس المصدر / ٢١٣.