وحماية الثغور العربية. وامره ان يقيم هناك حتى يأتيه امره (١). ولما غزا وصيف وكان بالثغور الشامية ، ورد عليه خبر موت الخليفة المنتصر بالله ، فعاد الى سامرا. ولعب دورا مهما مع القائد بغا في تحريض الجند على القائد اوتامش الذي كان قد استولى على امور الخلافة في اوائل عهد المستعين بالله. ولما قتل اوتامش سيطر هذان القائدان على شؤون الدولة في عهد الخليفة المذكور.
وعند ما ترك المستعين بالله عاصمته سامرا الى مدينة السلام للتخلص من نفوذ الأتراك وضغطهم عليه ، كان القائد وصيف احد القواد الأتراك الذين صحبوه ، وظل الى جانبه الى ان خلع من الخلافة. وقد استطاع وصيف ان يسترضي المعتز بالله الذي آلت اليه الخلافة ، فرضي عنه ، وعاد الى سامرا ، واعيدت اليه اعماله ورتبه السابقة. الا انه لقي مصرعه بعد مدة على يد الجند الأتراك الذين شغبوا مطالبين بارزاقهم في سنة ٢٥٣ ه. وسنطلع على تفصيل ذلك في الفصل الخاص بالنزاع بين المعتز بالله والقواد الأتراك.
بغا الكبير :
من مماليك المعتصم بالله الذين تقدموا على عهده ، فاصبح من كبار قواده. وقد شارك في حروب عديدة. فقد وجهه المعتصم بالله على رأس جيش كبير مددا للقائد الأفشين في حربه مع بابك. كما بعثه الى حرب منكجور عند ما اعلن عصيانه. فجاء به اسيرا الى
__________________
(٣٦) الطبري ٩ / ٢٤٤ ، والكامل ٧ / ١١٢.